في قلب واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم يتألق مطار الغردقة الدولي كواجهة حضارية متطورة تعكس الوجه الجديد للدولة المصرية. بين البحر والسماء لا تقتصر الصورة على رمال ذهبية وشواطئ خلابة بل تمتد إلى مطار يواكب المعايير العالمية بخدمات ذكية ورؤية شاملة تُحاكي المستقبل. ومع الزخم الكبير الذي يشهده قطاع الطيران المدني ضمن خطة الدولة المصرية للتحول إلى نموذج اقتصادي وتنموي متكامل يبرز مطار الغردقة كأحد أبرز المشاريع التي تجسد طموحات "الجمهورية الجديدة" في تقديم خدمات راقية و ذكية وشاملة تأخذ في الاعتبار الكفاءة التشغيلية والمضمون الإنساني على حد سواء. من بوابة سياحية إلى محطة عالمية: لماذا الغردقة؟ تعد الغردقة إحدى أكثر المدن المصرية استقبالا للسياح حيث تستقطب ملايين الزوار سنويًا من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وهو ما فرض ضرورة تطوير المطار بما يتناسب مع هذه الحركة الدولية النشطة. وقد شكلت وزارة الطيران المدني خطة تطوير شاملة لتحويل مطار الغردقة إلى مركز إقليمي حديث يربط بين القارات ويعزز حركة السياحة والاستثمار في جنوبالبحر الأحمر. ملامح خطة التطوير: 1. التوسعة الشاملة لصالات الوصول والمغادرة بما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمطار لتصل إلى أكثر من 13 مليون راكب سنويًا. 2. تحديث أنظمة الأمن والتفتيش باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعرف على الوجوه لضمان سرعة الإجراءات دون المساس بمعايير الأمان. 3. ميكنة الإجراءات بالكامل عبر أنظمة إلكترونية ذكية لإنهاء إجراءات السفر والجمارك ووزن الأمتعة. 4. تعزيز البنية الخضراء بتركيب أنظمة طاقة شمسية وإدارة النفايات بشكل صديق للبيئة. 5. توسيع ساحات الطائرات وزيادة عدد البوابات لاستيعاب الرحلات الدولية المتزايدة. 6. تطوير وسائل النقل الداخلي من المطار وإليه وربطه بشبكة مواصلات حديثة تسهّل حركة السياح وتخفض الضغط على الطرق التقليدية. الريادة في الخدمات الإنسانية: نموذج يحتذى به : في سابقة تحسب للدولة المصرية أطلق مطار الغردقة الدولي خدمة مبتكرة لدعم الركاب من ذوي الهمم تحديدًا الصم والبكم ضمن خطة وطنية لتعميم الشمولية في المطارات المصرية. جاءت هذه الخطوة بعد التجربة الناجحة في مطار سفنكس لتعكس التزام وزارة الطيران المدني بحقوق الإنسان وتجسد أحد أهداف رؤية مصر 2030 في دمج ذوي القدرات الخاصة داخل جميع قطاعات الدولة. "بطاقة بلغة الإشارة "أبسط فكرة.. وأعمق أثر: تتمثل الخدمة في بطاقة تعريفية خاصة مكتوب عليها "Service for Deaf & Mute" وتحتوي على رمز بلغة الإشارة يمكن من خلالها للعاملين التعرف على الركاب ذوي الاحتياجات الخاصة دون حاجة إلى طلب المساعدة. فالبطاقة تسلم فور الوصول من قبل فريق مدرب على لغة الإشارة داخل منطقة الحجر الصحي ما يضمن تواصلاً سلسًا واحترامًا كاملاً لخصوصية الراكب كما تتيح هذه البطاقة لحاملها تجاوز العقبات المعتادة في نقاط التفتيش ومناطق الانتظار مع ضمان التعامل باحترام وفعالية وفق معايير تضع الكرامة الإنسانية في مقدمة أولوياتها. التنمية لا تنسى الإنسان ..مطارات دامجة تليق بالمستقبل : ليست الخدمة المقدمة مجرد مبادرة بل هي جزء من إستراتيجية وطنية واسعة تتبناها وزارة الطيران المدني لتحويل جميع المطارات المصرية إلى مساحات دامجة وعصرية حيث تسير التكنولوجيا جنبًا إلى جنب مع الحقوق والإنسانية. إن هذه التجربة ستعمّم تدريجيًا على باقي المطارات المصرية بما يجعل مصر من الدول الرائدة إقليميًا في تقديم خدمات شاملة لذوي الهمم في قطاع النقل الجوي. نحو العالمية: استثمارات وشراكات جديدة: يترافق هذا التطوير مع خطط استثمارية لفتح المجال أمام الشراكات مع شركات الطيران الدولية وتوسيع خطوط الطيران المباشر بين الغردقة ومدن عالمية كبرى. كما يتم العمل على إطلاق مناطق حرة تجارية داخل المطار تضم متاجر عالمية ومرافق خدمية تلائم المسافرين من مختلف الجنسيات. التكامل مع رؤية مصر السياحية: مطار الغردقة الدولي يبعد عن مدينة الغردقة حوالي 4 كم تأسس مطار الغردقة عام 1977 يخدم المطار المدينة والمدن المجاورة "الغردقة – الجونة – سهل حشيش – مكادى – سفاجا- راس غارب - القصير " ويحتوي علي عدد 2 مبني ركاب و عدد 2 مدرج و 3 ترامك . إن تحديث مطار الغردقة لا ينفصل عن التوجه الأوسع للدولة في تحويل المدن الساحلية إلى مراكز جذب سياحي واستثماري متكاملة بما يشمل تطوير البنية الفندقية ورفع جودة الخدمات اللوجستية والتسويق الذكي للمنتج السياحي المصري عبر قنوات عالمية. مطار الغردقة.. يقع على بعد 3.24 ميل جنوب مدينة الغردقة التي تعد العاصمة الإدارية لمحافظة البحر الأحمر، وتشغل مساحة 40 كم من الشريط الساحلي للشاطئ الغربي للبحر الأحمر. يحدها شمالاً مدينة رأس غارب وجنوباً مدينة سفاجا وشرقاً ساحل البحر الأحمر وغرباً جبال البحر الأحمر. وتقع بها جزر الجفتون وأم قمر ومجاويش وأبو رمادة وأبو منقار والفنادير وشدوان، ومن أشهر منتجعاتها الجونة وسهل حشيش وسوما باي ومكادي باي، وتتمثل أحيائها الرئيسية في حي الدهار وحي السقالة وحي الأحياء. فهو نموذج مطار المستقبل في مصر الرحلة من وإلى الغردقة لم تعد مجرد انتقال جوي بل أصبحت تجربة متكاملة تعكس هوية الدولة المصرية الحديثة. ما بين البوابة الإلكترونية ولغة الإشارة والطاقة النظيفة والمرافق المتطورة أصبح مطار الغردقة الدولي أكثر من مجرد مطار إنه عنوان جديد لمصر التي تنهض على جميع المسارات وتضع الإنسان في قلب خططها.