بلونها الأصفر الذى يسر الناظرين، وزخارفها المتشابكة بذات اللون، لا يشوبه سوى قليل من اللون الأخضر الطبيعي، من الحين للآخر، تظهر الحصر التى كانت تمثل الفرش الأساسى لمساجد الزمن الجميل، ومعظم المنازل المصرية، لا زالت الإسكندرية قلعة صناعتها ولا زال «الألفى» حارس بوابة تلك الصنعة الأمين. الحصر الصفراء والتى تصنع من نبات «السمار» والتى انقرضت بسبب انقراض النبات، نظرا للتغيرات المناخية وزحف العمران على مناطق نشأتها، باتت مهددة بالانقراض هى الأخرى، إلا أن الشاب محمود الألفي، لا زال ينتج العشرات منها أسبوعيا، وحيدا بلا منافس، فلم يعد للصنعة أى من المنافسين إذ انقرض النبات والصناع. يجلس محمود الألفي، صاحب ورشة لصناعة الحصر فى الإسكندرية، على الأرض، وأمامه النول عصا خشبية كبيرة معلقة على حاملين من الخشب، يتدلى منها بكرات الخيط التى يقوم بنسج الثمار عليها، ويبدأ بنسج الحصر ويقول إنه ورث هذه المهنة عن جده أحد أبرز التجار فى هذا المجال وبعد وفاته استمرت العائلة فى الحفاظ على هذا التراث، حيث كانت عمته أيضا تعمل فى هذا المجال وتعد من أشهر الأفراد الذين يجمعون الزرع وتقوم بعملية تصنيعه. وتابع «الألفي» أن النبات الذى ينتج الزرع يسمى السمار، ويتميز بأنه ينمو فى الملاحات، حيث يكون موجودا فى الأماكن الرطبة ذات نسبة ملوحة عالية، وهذه المواقع بعيدة عن العمران والمناطق السكنية، حيث تقع فى مناطق نائية فنقوم بجمع السمار فى موسم محدد، يبدأ من بداية الربيع ويستمر حتى نهاية شهر أغسطس خلال هذه الفترة، نقوم بعملية قطع السمار وتجفيف تلك الثمار لضمان الحفاظ عليها وعدم تلفها، وأن هذه العملية أهم عمليات التصنيع إذ نقوم بوضع الثمار على الأرض وتعريضها لحرارة الشمس، مما يؤدى إلى تغيير لونها مع مرور الوقت من الأخضر للأصفر، و يمكن تخزينها لفترة تمتد من سنة إلى أكثر، حسب مدة المعالجة المطلوبة. واختتم «الألفى» حديثه قائلا: أقوم بعرض هذه الحصر فى معارض دولية، ويقبل عليها الأوروبيون ويحبونها جدا، ويقومون بفرشها واستخدامها كديكور وبديل طبيعى وصحى للسجاد، وينبهر بها الأوروبيون دائما.