في كل رسمة غير مكتملة، وكل قطعة صلصال غير متناسقة، وكل قصة يرويها طفل على طريقته، تختبئ رسالة مهمة لا يمكن تجاهلها: الأطفال لا يعبرون بالكلمات فقط، بل بالفن أيضا، تزامنًا مع احتفال العالم ب يوم الفن والإبداع في 19 مايو، نسلّط الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه التعبير الفني في تشكيل وعي الطفل، وتعزيز تواصله مع ذاته ومع العالم من حوله،فالفن بالنسبة لهم ليس رفاهية، بل لغة تعبير حيوية تدعم نموهم النفسي والاجتماعي. اقرأ أيضًا | الأب القدوة| ست صفات تصنع الفارق في تربية الأجيال التعبير الفني.. مفتاح لفهم الذات وبناء الثقة الفن يعد وسيلة طبيعية وآمنة للتعبير عن المشاعر، خاصة تلك التي يصعب على الطفل ترجمتها بالكلام، سواء أكان ذلك من خلال التلوين، أو القصص، أو صنع أشكال بالطين، فكل نشاط فني يمنح الطفل نافذة ليرى نفسه من خلالها، ويخرج ما بداخله من مشاعر بشكل إبداعي، مما يساعده على فهم ذاته ومحيطه بشكل أعمق، ويزيد من شعوره بالطمأنينة والثقة بالنفس. الفن كأداة لحل المشكلات وتعزيز الخيال لا تتوقف أهمية الفن عند التعبير فقط، بل يمتد تأثيره إلى تطوير مهارات التفكير وحل المشكلات، فحين لا يجد الطفل اللون الذي يرغب به، أو ينتهي سيناريو القصة بشكل لا يرضيه، يبدأ بتخيل بدائل وحلول،هذا التحفيز العقلي ينمي قدراته على التفكير الإبداعي، ويرسخ لديه مرونة التعامل مع المواقف اليومية بطريقة خلاقة وغير تقليدية. فنون تُنمي المشاعر والروابط الاجتماعية الأنشطة الفنية تعلم الأطفال كيف يعملون ضمن فريق، كيف يحترمون اختلاف الرأي، ويقدرون جهود الآخرين، أثناء مشاركتهم في مشاريع فنية جماعية، يتعلمون التفاوض، والقيادة، وتقبل الآخر، ما يعزّز مهاراتهم الاجتماعية، ويقوي إحساسهم بالانتماء، كما أن الإنجاز الفني، مهما كان بسيطًا، يُولّد في الطفل شعورا بالرضا والفخر، ويحسّن حالته النفسية. أنشطة إبداعية تُحفّز التعبير الذاتي الرسم والتلوين: حتى الخطوط العشوائية تحمل دلالات على مشاعر داخلية قد لا يفصح عنها الطفل بالكلام. الرقص والحركة: يمنح الطفل مساحة للتفريغ الحركي والعاطفي، ويُساعده على فهم مشاعره بشكل حر. اللعب بالعجين والطين: يحفز الحواس، ويطور المهارات اليدوية والتخيّل الإبداعي، عبر تحويل أفكاره إلى أشكال ملموسة. كل هذه الأنشطة تسهم في بناء شخصية الطفل وتعزيز إدراكه لذاته وللعالم من حوله. في يوم الفن والإبداع، لا نحتفل بالفن كفكرة جمالية فقط، بل كقوة تربوية وتعبيرية لها أثر عميق في تربية الأبناء، تذكّر أن كل ورقة رسم، وكل قصة مرتجلة، وكل رقصة فوضوية قد تكون الطريقة التي يقول بها طفلك: "أنا موجود، أنا أشعر، أنا أفكر"، فامنح طفلك مساحة للفن، وستمنحه بذلك فرصة لفهم نفسه والعالم بطريقة أعمق.