عندما أخرج إلى الشارع خلال مباراة كبيرة طرفها الأهلى أو الزمالك لا أرى ما أراه من ادعاءات إعلامية فنكوشية عن أن الشارع يكاد يخلو من المارة.. الناس فى الشارع عادى على طبائعهم ووسائل المواصلات بنفس كثافتها، والحياة طبيعية إلا من زيادة لرواد المقاهى بحكم الصحبة التى تريد أن تجمع بين لقاء الأحبة ومشاهدة مباراة والتسلية بفقرات مجاذيب التشجيع الكوميدية التى أحيانا تفضى إلى خناقات..وكثيرا مافكرت فى دعاوى الأندية الكبيرة التى ترى وراءها شعبا يناضل من أجلها قدمته للمؤسسات الدولة على أنه درع وسيف ،بينما نعرف أن الدرع والسيف ماهما إلا تنظيمات غير شرعية ليس لها قواعد قانونية ولاتنتمى إلا لتعصبها ولمن يدفع أو يستخدمها لأغراضه لدرجة أن استخدامها امتد إلى السياسة وتهديد الأمن ومناصرة المنظرين المروجين لأهدافهم المتنوعة والمتلونة والغامضة..والحقيقة أن الغالبية الساحقة من الشعب مهمومة بما هو أهم من الكرة وبماهو يساعدها على عبور يوم ورا يوم فى حياتها المعيشية..ومن سخافات الإعلام المرئى أنه يقحم فى كل حواراته مع المواطن فى الشارع سؤالا مملا ومستفزا عن انتمائه للأهلى ام الزمالك ،ويفرض السؤال السخيف على هذا المواطن أن يرد بإجابة، فتراه يحدد ناديا يتكرر اسمه أمامه ،وعندما يسأله المذيع اللهلوبة بتحب مين من اللاعبين لايرد لأنه لايعرف ولو رد فإنه يخلط الأنساب..هذه النظرة المغلوطة المقصودة ماهى إلا أحد مجالات لفت الانتباه الذى يؤدى إلى عوائد مالية أو دعائية أو كيدية.. نحن نعيش فى بيوتنا ونجلس أمام المباريات ولا نرى من متحفز أمام التليفزيون سوى واحد أو اثنين بالأكثر أما البقية فهى مشغولة إما بالموبايل أو فى المطبخ أو فى البلكونة تتأمل فى الفراغ وتحاول تفسير سر الفراغ فى عقول الزاعقين أمام التليفزيون.