رحبت أحزاب سياسية بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال القمة العربية ببغداد، وأكدوا أنها شددت على أن القضية الفلسطينية تظل القضية المحورية للأمة العربية، كما أنها مثلت إعلانًا سياسيًا متكاملًا، يجمع بين ثوابت الأمن القومى العربى ومفاهيم التنمية المستدامة فى العالم العربى، واعتبروا أن كلمة الرئيس تؤسس لتحالف إقليمى جديد يتخذ من الاستقرار ركيزة للسلام، ومن العدالة بوابة للاستثمار والنمو. عبّر عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، عن تقديره لما جاء فى كلمة الرئيس والتى أكد خلالها أن القضية الفلسطينية تظل القضية المحورية للأمة العربية، وأنه لا سلام شاملاً ولا استقرار حقيقياً فى منطقتنا دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية حتى لو عقدت إسرائيل اتفاقيات سلام مع كل الدول العربية. اقرأ أيضًا | برلماني: خطاب السيسي في قمة بغداد يعيد ترتيب أولويات الأمة وقال يمامة إن حزب الوفد، إذ يثمّن هذا الموقف الثابت والواضح، يؤكد أنّ كلمة الرئيس جاءت لتجدد الالتزام التاريخى لمصر بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وتؤكد أن هذه الثوابت لا تقبل المساومة مهما تعاقبت الحكومات أو تبدلت الأوضاع الإقليمية والدولية. وأضاف أن تشديد الرئيس السيسى فى كلمته على أهمية تنسيق الجهود العربية للدفع قُدمًا بمسار السلام على أساس حل الدولتين يتوافق مع رؤية حزب الوفد فى ضرورة توحيد الصف العربى لمواجهة التحديات المشتركة. وأكد يمامة أن توجيه الرئيس السيسى نداءً صريحاً إلى القوى الفاعلة دوليّاً بضرورة تحمّل مسئولياتها تجاه إنصاف الشعب الفلسطينى هو موقف يُعيد طرح القضية فى صدارة الاهتمام العالمى، ويُحمّل المجتمع الدولى مسئولية تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. وأكد التزام مصر بالأمن القومى العربى من خلال ربط الرئيس السيسى بين تحقيق السلام الشامل وحماية الأمن القومى العربى وهو ما يبرهن على أن مصر لن تدّخر جهدًا فى الدفاع عن قضايا الأمة وفى مقدمتها فلسطين. وجدد حزب الوفد دعمه الكامل لكل المبادرات المصرية الرامية إلى إحياء عملية السلام، ويؤكد استعداده للمساهمة بجهوده السياسية والشعبية فى كل ما يحقق تطلعات الشعب الفلسطينى الشقيق فى الحرية والاستقلال. وقال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن الرئيس السيسى تحدث بصوت العقل والمسئولية، مدافعًا عن جوهر القضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث كان واضحًا وحاسمًا فى رفضه لكل محاولات التهجير القسرى أو تصفية الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى، مشيرًا إلى أن حديثه عن ضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة يعكس الثوابت التاريخية لمصر، ويعيد الاعتبار للمرجعيات الدولية كإطار وحيد لتحقيق السلام.. وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر أن الرئيس السيسى ربط بشكل مباشر بين غياب الحل السياسى العادل وتفاقم أزمات الأمن والهجرة والنزوح، وهى أزمات تتجاوز حدود الدول وتؤثر على الاستقرار الإقليمى والدولى، وهو ما يؤكد أن القضية الفلسطينية لم تعد مجرد شأن عربى، بل أصبحت أحد محددات الأمن العالمى. وأشار فرحات إلى أن دعوة الرئيس لعقد مؤتمر دولى لإعادة إعمار غزة، تعكس ليس فقط الالتزام المصرى السياسى والإنسانى تجاه الأشقاء، بل تقدم نموذجًا لرؤية تنموية شاملة تتعامل مع آثار الحرب من منظور إنسانى واقتصادى فى آن واحد، موضحًا أن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان، وصون حقوقه، وتهيئة بيئة قانونية ومؤسسية جاذبة لرؤوس الأموال. وأوضح أن كلمة الرئيس تضمنت أيضًا رسالة مهمة إلى المجتمع الدولى مفادها أن المنطقة العربية لا تعانى فقط من النزاعات، وإنما تمتلك أيضا إرادة سياسية وفرصًا اقتصادية هائلة، إذا ما توافر الحد الأدنى من العدالة والاحترام المتبادل بين الدول، لافتا إلى أن مصر بموقعها وثقلها السياسى تلعب دورًا محوريًا فى إعادة صياغة العلاقة بين التنمية والأمن فى الإقليم. وأكد فرحات أن العالم العربى بحاجة اليوم إلى مشروع استراتيجى جامع، يقف فى مواجهة محاولات التفتيت، ويعيد للدول العربية دورها كمحاور استقرار إقليمى وشريك فاعل فى النظام الدولى.. وقال اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى بمجلس النواب، الأمين العام للحزب، إن القمة العربية الرابعة والثلاثين والمنعقدة فى العاصمة العراقية بغداد اليوم، تأتى فى توقيت مهم فى ظل تعنت واضح من الكيان الصهيونى بعد مرور 19 شهرًا من العدوان الغاشم الإسرائيلى على قطاع غزة، فى ظل صمت المجتمع الدولى لما يحدث من جرائم وانتهاكات صارخة وتخاذل إنسانى عن إدخال المساعدات أو وقف الحرب، موضحًا أن قمة بغداد جاءت بعد انتهاء زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لدول الخليج وتقربه للدول العربية دون زيارة إسرائيل ما يعد إشارة إلى رفضه لطريقة إدارة نتنياهو للموقف الحالى. وأوضح أبو هميلة، أن المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة، هى المبادرة الأكثر واقعية وجدية وشمولية وأن قمة بغداد تعد فرصة حقيقية لتبنى الدول العربية هذه المبادرة ومناقشتها ووضع آلية لتنفيذها على أرض الواقع، واتخاذ موقف عربى موحد يدعم هذه المبادرة سياسيًا واقتصاديًا، وتحويل تلك المبادرة إلى مشروع عربى متكامل يتم من خلاله الضغط على المجتمع الدولى وإجباره على تنفيذها وإجبار الكيان الصهيونى بتنفيذها والرضوخ للرأى العربى الموحد، مضيفا أن قمة بغداد لابد وأن تكون قمة حقيقية تخرج بمخرجات صارمة وموحدة للدول العربية لمواجهة التعنت الإسرائيلى حتى لا تصبح القمة عددًا يضاف إلى سابقيها من القمم العربية. وأشار إلى أن قمة بغداد تأتى فى ظل ظروف إقليمية شديدة التعقيد وسط آمال عربية تنتظر خروج القمة بنتائج وتوصيات تُعبر عن الوحدة العربية والتضامن العربى المشترك، موضحًا أن القمة تهيمن عليها قضايا مصيرية فى مقدمتها الحرب الصهيونية على قطاع غزة والاعتداءات المتكررة على سوريا ولبنان واليمن، ما يحتم على الدول العربية العمل المشترك ووحدة الصف العربى لمواجهة تلك التحديات وحماية الأمن القومى العربى، موضحًا أنه لابد من بلورة موقف عربى موحد وتحرك مشترك لمواجهة التحديات والتهديدات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط. وقال عبد الله السعيد أمين مساعد العمل الجماهيرى بحزب مستقبل وطن، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية ببغداد كانت قوية ومهمة وارتكزت على عدة محاور استراتيجية حيوية للمنطقة العربية. وأضاف أن من بين أبرز النقاط التى تحدث عنها الرئيس السيسى كان التأكيد على وحدة الصف العربى والتعاون بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة مثل الأزمات الاقتصادية والتهديدات الأمنية. وأشار السعيد إلى أن كلمة الرئيس تعكس التزام مصر بدورها القيادى فى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، وخاصة حل القضية الفلسطينية وضرورة الدعم العربى المستمر لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى بما يضمن إقامة دولتهم المستقلة.