أطلقت إسرائيل فجر أمس عمليتها العسكرية الجديدة فى غزة «عربات جدعون» بهدف توسيع عدوانها فى قطاع غزة وتحقيق ما سمته أهداف الحرب وفى مقدمتها تحرير الأسرى الإسرائيليين والقضاء على حركة حماس. وقالت وزارة الصحة فى غزة إن أكثر من 250 فلسطينيًا استشهدوا خلال 36 ساعة وهى أكبر حصيلة منذ استئناف الحرب فى مارس الماضى مما يؤشر إلى زيادة التصعيد العسكرى فى عدة مناطق بالقطاع. اقرأ أيضًا | الأونروا: الساعة تدق باتجاه المجاعة وشعب غزة يموت وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أمس بدء عملية «عربات جدعون» فى قطاع غزة واحتلال مزيد من المساحات وشن هجمات واسعة النطاق وحشد قواته للسيطرة على مزيد من المناطق فى غزة رغم استمرار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاى أدرعى، فى بيان على منصة «إكس»: «بدأنا شن ضربات واسعة، وحشد القوات فى مناطق مسيطر عليها داخل قطاع غزة، وذلك ضمن مراحل بداية حملة عربات جدعون وتوسيع المعركة فى قطاع غزة بهدف تحقيق كل أهداف الحرب، بما فيها تحرير المحتجزين والقضاء على حركة حماس». وأضاف «ستواصل قوات الجيش فى القيادة الجنوبية العمل لحماية الإسرائيليين وتحقيق أهداف الحرب». وفى السياق ذاته، ذكرت صحيفة «معاريف» أن سلاح الجو الإسرائيلى ينفذ قصفًا واسعًا فى أنحاء القطاع، استعدادا لتوسيع العملية البرية، مشيرة إلى أن وزير الجيش يسرائيل كاتس قرر أن تجرى العملية البرية تحت قصف جوى وبحرى وبرى ثقيل. وكانت إسرائيل قد أعلنت أنها ستبدأ العملية بعد انتهاء جولة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى حال عدم التوصل إلى اتفاق فى المفاوضات الجارية. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر إسرائيلية قولها إنه لم يحدث أى تقدم فى مفاوضات صفقة التبادل مع حركة حماس لكنها لا تزال مستمرة، وإن الفريق الإسرائيلى لم يغادر الدوحة، فى وقت شكك فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بقدرة رئيس الوزراء الإسرائيلى على توقيع صفقة. وحسب المصادر التى نقلت عنها الصحيفة الإسرائيلية، فإنه لم يُتخذ بعد قرار بإعادة فريق المفاوضات الإسرائيلى من الدوحة، وأكدت تمسك إسرائيل بمقترح مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف. ووفقًا للخطة التى وضعها رئيس الأركان إيال زامير وقيادة الجيش، وتمت المصادقة عليها من قبل وزير الدفاع يواف جالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سيعزز جيش الاحتلال قواته وسيتحرك بقوة من أجل حسم المعركة مع حماس عسكريًا وتدمير قدراتها القتالية، مع خلق ضغط شديد من أجل إطلاق سراح جميع المحتجزين وسيُمنح غطاء حماية قوى للقوات المناورة من البر والجو والبحر، من خلال استخدام أدوات ثقيلة لتفكيك العبوات الناسفة وتدمير المبانى المهددة، بحسب الخطة. من جانبه، قال ترامب إن أمام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وضع صعب ويواجه مشكلة عملية السابع من أكتوبر ولم يكن من المفترض أن تقع تلك العملية. وأشار ترامب إلى أنه لا يعلم ما إذا كان نتنياهو قادرًا على إبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين من قطاع غزة. فى الوقت نفسه، عادت إدارة ترامب لطرح سيناريوهات تهجير الفلسطينيين عبر وضع ليبيا كوجهة جديدة لها. وكشفت شبكة «ان بى سى» الأمريكية أن إدارة ترامب عملت على خطة لتهجير نحو مليون فلسطينى من قطاع غزة إلى ليبيا، وذلك مقابل الإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الليبية المجمدة لدى الولاياتالمتحدة منذ أكثر من عقد. ووفقًا للشبكة، فإن خمسة مصادر مطلعة على الخطة أكدوا أن الخطة نوقشت على مستوى جدى مع قيادات ليبية، وأحيطت بها الحكومة الإسرائيلية علمًا. كما أوضح مصدران مطلعان ومسئول أمريكى سابق أن الإدارة درست تفاصيل النقل المحتملة عن طريق الجو أو البر أو البحر، رغم أن الخطة لم تُعتمد رسميًا بعد. ورغم ما ذكرته التقارير، نفى متحدث باسم الخارجية الأمريكية صحة هذه الخطة، وأضاف: الوضع الميدانى لا يسمح بخطة كهذه، ولم تُناقش ولم تُطرح أصلًا. من جهتها، ردت حركة حماس على هذه الخطة قائلة إن الحركة ليست على علم بأى مناقشات بشأن نقل الفلسطينيين إلى ليبيا. وقال باسم نعيم القيادى فى الحركة: «الفلسطينيون متجذرون فى وطنهم، وملتزمون به بشدة، ومستعدون للقتال حتى النهاية والتضحية بأى شىء للدفاع عن أرضهم ووطنهم وعائلاتهم ومستقبل أطفالهم، ولن نقبل بحلول بديلة». ورفض مسئولون إسرائيليون التعليق على الموضوع، فيما لم يصدر أى رد من طرابلس.