اهتمام كبير للإمام الأكبر بالمخطوطات النادرة تعزيز حضور المكتبة على المنصات الرقمية 700 ألف مجلدة مهداة للأزهر.. ومبادرات شبابية لدعم المحتوى المرئي قبو سرى يضم خزائن متفحمة من عصر قلاوون د. عمرو مندى مدير مكتبة جامع الأزهر أشاد بدعوة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر بجمع المتفرق من كتب التراث والمخطوطات النادرة من جميع قطاعات الأزهر وإدخال المكتبة منظومة الأرشفة الإلكترونية، وأيضًا بدعوة الإمام محمد عبده لعلماء وعظماء العالم بدعم المكتبة بكل ما يمتلكونه من تراث وكتب، وكشف د. مندى ل «اللواء الإسلامى» عن محتوى مكتبة د. حسن الشافعى خلال جولة قامت بها، وفتح إحدى الخزائن فكان هناك الكثير من الكتب المطبوعة بالحجر ومصاحف غير مرقمة، وطرح حلولا لتحفيز أبنائنا على القراءة وخلق جسور تواصل بين الأجيال، معربًا عن تقديره للدور الوطنى الذى تقوم به مؤسسة الأزهر للحافظ على هذا الإرث الذى لا يوجد إلا فى مصر.. وإلى نص الحوار: مكتبة الجامع الأزهر من أعرق المكتبات فى العالم.. فكم عدد الكتب التى تحتويها ومدى الإقبال عليها؟ وماذا عن خزائن الكتب؟ تعد مكتبة جامع الأزهر من أعرق المكتبات الإسلامية فى العالم حيث تضم مؤلفات نادرة فى شتى العلوم من الفقه والحديث والعلوم الأخرى، والمكتبة بها 25 ألف عنوان بإجمالى 50 ألف مجلد، ويتردد عليها يوميا أكثر من 200 باحث وباحثة من جامعة الأزهر وخارجها، إضافة إلى الكثير من الأجانب سواء للزيارة أو البحث، وتفتح المكتبة أبوابها من التاسعة صباحا حتى الرابعة مساءً. وقد اهتم الفاطميون بطرق تخزين الكتب ووصفت ب «عجائب الدنيا السبع» نظرًا لدقة وتطور طرق التخزين، فكانت تصنع الخزائن من خشب الجوز والساج المطعم بالعاج والصدف، وكان هناك نظام ترطيب هوائى باستخدام أنابيب فخارية تحت الأرض لحفظ الرطوبة ومصابيح زيتية لا تنتج دخانًا حماية الكتب، وتتميز بالإدارة المتطورة، وكانت كل خزانة بارتفاع 3 أمتار وعرض 2 متر مقسمة إلى أرفف متحركة تغلق بأقفال نحاسية معقدة ويحفظ داخلها بورق البردى المعالج بالزيوت العطرية «لمنع التآكل» التصنيف بها كان حسب ترتيب الكتب وبلغ عدد الخزائن 120 موزعة على أروقة الجامع بحسب الرحالة ابن بطوطة كل خزانة تسع 200 -300 مخطوطة المجموع التقريبى 4000 كتاب وفق إحصاءات المؤرخ المقريزى. قبو سري! وهل هناك اكتشفات حديثة للخزائن؟ وما مصيرها اليوم؟ نعم, هناك اكتشافات حديثة عام 2020 حيث عثرت بعثة أثرية على قبو سرى تحت موقع المارستان به خزائن متفحمة وعملات ذهبية من عصر قلاوون والنتائج منشورة فى مجلة الآثار العربية عدد ديسمبر 2022 فكانت هذه المخازن جامعة قبل الجامعات يقرأ فيها الطب والفلك كما يقرأ الفقه والحديث، ومنها ما هو معروض الآن فى متحف الأزهر فيه 200 مخطوط و50% من المخطوطات نقلت إلى دار الكتب المصرية و30% نهبها الصليبيون. دعا الإمام محمد عبده علماء وعظماء العالم للتبرع بمكتباتهم لتكوين مكتبة الأزهر.. فكيف كان أثر هذه الدعوة وكم عدد المكتبات المهداة؟ حققت دعوة الإمام محمد عبده عام 1897 نجاحا تاريخيا يحسب له عندما كان مفتيا للديار المصرية، فدعمت المعرفة والعلم بتوجيه دعوة، ونشرت عبر جريدة الأهرام، ومجلة المنار إضافة إلى خطابات شخصية أرسلت لأكثر من 200 عالم وقائد، ولبى الدعوة عدد كبير من العلماء والأمراء وأهل الخير، وأرسلوا مكاتبهم الخاصة وآثر هذا الدعم المكتبة بمئات أمهات الكتب والمخطوطات النادرة، وتم وتوفير مرجع متكامل للباحثين وطلاب العلم فى شتى العلوم الشرعية واللغوية والطبيعية، فتحولت مكتبة الأزهر من خزائن كتب تقليدية إلى مكتبة بحثية تضم قسما للمطالعة العامة، وقد بلغ عدد المكتبات المهداه 42 مكتبة. مكتبة الشافعي مكتبة د. حسن الشافعى مهداة للأزهر.. ما أصناف الكتب التى تضمها هذه المكتبة؟ د. حسن الشافعى كان هدفه انتفاع طلاب العلم بمكتبته، وهو أمين عام اتحاد مجامع اللغة العربية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وتشتمل على أقسام العلوم الإسلامية بجميع فروعها من عقيدة وفرق وتصوف وتفسير وعلوم قرآن وحديث ومصطلح حديث وأصول فقه وفقه عام وفقه بمختلف مذاهبه، كما تشمل إصدارات حول المعارف العامة والديانات والفلسفة وعلم النفس والعلوم الاجتماعية واللغات والعلوم البحتة والعلوم التطبيقية والفنون والآداب والتاريخ، فالمكتبة ب 12 لغة، وتحتوى على أكثر من 8 آلاف مجموعة، وكل شهر يمدنا د. حسن بالكثير من الكتب التى تهدى إليه أو يؤلفها. كيف تتم مراجعة الكتب وتنقيتها من المحتوى المتطرف؟ هناك لجنة من باحثى الأزهر تقوم بمراجعة الكتب كل فترة، وتتكون بأمر من د. محمد الضوينى وكيل الأزهر، وبإشرف د. عبد المنعم فؤاد مشرف الجامع، ود.هانى عودة مدير الجامع، وتضم جميع التخصصات من الأستاذة فى جميع المجالات لتنقية المكتبة وفقًا لوسطية الأزهر، ونبذ العنف والطائفية والتطرف وكل ما يخالف الشروط وقواعد اللجنة يتم استبعاده، وهناك كتب يتم حظرها وحجبها عن الجمهور لخطورتها والخوف من سوء استعمالها، ككتب علم الحروف والأوفاق والشعوذة والسحر والكتب التى تدعو للتطرف والعنف. معدلات القراءة يمثل التغيير الديموجرافى والتراجع الحاد فى القراءة وتأثيرهما على الهوية تحديا كبيرا.. فكيف نواجه ذلك؟ التغيير الديموجرافى والتراجع الحاد فى معدلات القراءة يمثل تحديا وجوديا لهويتنا وثقافتنا العلمية؛ فى ظل هيمنة المحتوى السريع والمختصر وسطوة التكنولوجيا الحديثة، فتواجه هويتنا الثقافية والعلمية تهديدا غير مسبوق يتمثل فى ضعف الصلة بين الأجيال الجديدة والتراث الفكرى والمعرفى للأمة، وهذا التحدى يعد من أخطر ما يمر به العالم العربى والإسلامى اليوم إذ يؤدى إلى تفكك الرابط بين الماضى والحاضر ويفرغ الشخصية من ملامحها الثقافية الأصلية. والمواجهة يجب أن تكون فى عدة محاور متكاملة منها إعادة ربط الشباب بالتراث، من خلال تقديمه بصيغة عصرية مفهومة وجاذبة عبر وسائل التواصل، بإدخال برامج للقراءة فى المناهج التعلمية وربطها بالأنشطة الثقافية الواقعية، وتنشيط دور المؤسسات الدينية والثقافية، وإطلاق مبادرة وطنية وإقليمية، بإعادة تعريف الهوية كعنصر دينامكى، وبهذا النهج المتوازن يمكننا أن نواجه التحديات القائمة وأن نعيد بناء هوية قوية واعية متصلة الجذور ومواكبة العصر. هل هناك خطة لتسويق ما تحتوية المكتبة عبر مواقع التواصل؟ بالطبع؛ والأزهر يدرك أهمية العصر الرقمى فى تسويق وإيصال التراث إلى الأجيال الجديدة، ولهذا فإن هناك توجهًا واضحًا لتعزيز حضور مكتبة الجامع الأزهر على المنصات الرقمية من خلال إطلاق محتوى مرئى «فيديوهات قصيرة» يعرف بأندر المخطوطات وأهم الكتب بلغة بسيطة وجاذابة. وإدارة صفحات مخصصة لمكتبة الأزهر ضمن المنصات الرسمية للأزهر – نشر قصص تفاعلية حول تاريخ الكتب والمخطوطات بما يثير فضول الجمهور. التعامل مع المؤثرين الثقافيين والمبادرات الشبابية لنشر محتوى من إنتاج مكتبة الأزهر. العمل على بوابة إلكترونية متكاملة لمكتبة الأزهر تمكن الجمهور من تصفح الكتب إلكترونيا وطلب نسخة رقمية منها. كتب التراث ما أثر دعوة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب لجمع المتفرق من الكتب والتراث؟ كان لدعوة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر د. الضوينى وكيل الأزهر إلى رقمنة وجمع المتفرق من الكتب الناردة والمخطوطات والتراث أثرا بالغ الأهمية فى المحافظة على ما تبقى من إرث الأمة حتى يتسنى لجميع الدارسين الاطلاع عليه ويكون موجها للعالم كله وليس للمسلمين فقط، بل لجميع الديانات، فمكتبة الأزهر هى الحصن الحصين للتراث الإسلامي، فإرسال ابن رشد كتب ومخطوطات له تم الحفاظ عليها ومتواجدة بالمكتبة المركزية الآن، وكان قرار الإمام الاكبر بجمع كل الكتب التراث والمخطوطات على مستوى الأزهر سواء جوامع أو معاهد أو جامعات فى مكان واحد بمثابة هدية للعالم أجمع.