تنطلق غدا فى العاصمة العراقيةبغداد فعاليات القمة العربية الرابعة والثلاثين، والتى ستعقد بمشاركة مصرية وقادة وزعماء الدول العربية، كما تستضيف العراق فعاليات القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، إلى جانب قمة ثلاثية على مستوى القادة تجمع العراق ومصر والأردن. ويتضمن مشروع جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة تقرير رئاسة القمة للدورة (33) حول نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام حول العمل العربى المشترك. اقرأ أيضًا | وزير خارجية العراق: بغداد تستضيف 3 قمم .. عربية واقتصادية وثلاثية كما يتضمن جدول الأعمال القضية الفلسطينية والصراع العربى - الإسرائيلى ومستجداته، بما يشمل متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام العربية، والتطورات والانتهاكات الإسرائيلية فى مدينة القدسالمحتلة، ومتابعة تطورات الاستيطان، الجدار، الانتفاضة، الأسرى، اللاجئين، الأونروا، والتنمية، إلى جانب دعم دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطينى، والجولان العربى السورى المحتل. ويشمل جدول الأعمال أيضًا بنودًا خاصة بالشئون العربية والأمن القومى، والتى تشمل التضامن مع لبنان ودعمه، وتطورات الوضع فى الجمهورية العربية السورية، ودعم السلام والتنمية فى جمهورية السودان، وتطورات الوضع فى دولة ليبيا، وتطورات الوضع فى الجمهورية اليمنية، ودعم جمهورية الصومال الفيدرالية، ودعم جمهورية القمر المتحدة، والحل السلمى للنزاع الحدودى بين جيبوتى وإريتريا. كما يشمل جدول الأعمال القضايا الإقليمية والدولية، وفى مقدمتها احتلال إيران للجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، وأبو موسى) التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، واتخاذ موقف عربى موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، وقضية سد النهضة الإثيوبى وتأثيره على الأمن المائى العربى. ويطرح جدول الأعمال كذلك عددًا من القضايا الاستراتيجية والتنموية، من بينها متابعة التفاعلات العربية مع قضايا تغير المناخ العالمية، وصيانة الأمن القومى العربى ومكافحة الإرهاب، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى طرح مبادرات جديدة على مائدة القادة العرب لدعم مسيرة العمل المشترك ومواجهة التحديات الإقليمية وتعزيز التضامن والصمود. وفى السياق ذاته عقد أمس اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيرى للقمة العربية الرابعة والثلاثين، برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقى وزير الخارجية فؤاد حسين، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ، كما ترأس وفد مصر د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج. وكان وزراء الخارجية العرب قد عقدوا اجتماعًا تشاوريًا، للتوافق على صيغ القرارات التى سيتم رفعها تمهيدًا لاعتمادها فى قمة القادة المقررة غدا فى بغداد. وأعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقى فؤاد حسين، دعم بلاده للخطة المقدمة من جمهورية مصر العربية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير للفلسطينيين، والتى أقرتها القمة العربية الطارئة التى عقدت فى القاهرة يوم 4 مارس الماضى، مرحبًا بعقد المؤتمر الدولى فى القاهرة لإعادة الإعمار. وأكد فؤاد حسين، فى كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية، أن هذا الاجتماع يأتى فى مرحلة حساسة من تاريخ الأمة العربية تتطلب توحيد الجهود، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية، ومجددًا موقف العراق الداعم لتحرير الأراضى الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وشدد وزير الخارجية العراقى على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطينى، وإعادة تفعيل منظمات الإغاثة، مشيدًا بمخرجات القمة العربية السابقة بشأن فلسطين. كما جدد تضامن بلاده مع السودان ودعمه لسيادته، وأكد دعم الحكومة الليبية فى حماية أراضيها وخروج القوات الأجنبية منها، ورفض أى تدخل خارجى فى شئونها. وأشار الوزير العراقى إلى ضرورة إنهاء حالة عدم الاستقرار فى اليمن، مثمنًا الوساطة العُمانية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وتسهيل حركة الملاحة فى البحر الأحمر، معلنًا دعم العراق لحكومة الصومال فى جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام. ومن جانبه أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إننا نجتمع فى وقت لا يخفى على أحد مدى اضطرابه، فى الإقليم والعالم وأيضاً مدى خطورة تداعياته على دولنا العربية، مؤكداً أن القمة العربية المرتقبة تنعقد فى لحظة تاريخية مهمة ودقيقة فى تاريخنا الحديث وتنعقد عليها آمال كبيرة وتتطلب مواقف عربية موحدة لمواجهة التحديات المتصاعدة فى الإقليم والعالم. وأضاف أبو الغيط: أخوتنا فى فلسطين يتعرضون لواحدة من أبشع حروب الإبادة فى التاريخ، وضحاياهم وشهداؤهم هم ضحايانا وشهداؤنا وآلامهم هى آلامنا. وتابع: نتطلع لرسالة موحدة تخرج عن هذه القمة بوقف حرب الإبادة فوراً، ووضع حدٍ لمخطط متطرفى اليمين فى حكومة الاحتلال بعد أن ثبت للجميع فى العالم أن هذا المخطط لا يعرف نقطة نهاية، وهدفه هو استمرار حالة التوتر والمواجهات والعنف.. ليس فقط فى فلسطين، وإنما فى سورياولبنان أيضاً.. ما من غاية لهذه الحروب والمواجهات سوى بقاء أقطاب اليمين المتطرف فى الحكم. وشدد الأمين العام الجامعة العربية على أن رسالتنا يتعين أن تكون واحدة وأن رؤيتنا لقضايانا المستعصية وأوضاعنا الصعبة لابد أن تكون رؤية مشتركة وموحدة وأن منطلقنا دوماً يتعين أن يكون تعزيز الأمن القومى العربى بمفهومه الشامل، فالأزمات فى السودان واليمن والصومال وليبيا تمس أمننا الجماعى وتشكل تهديداً لاستقرار المنطقة ككل، ويتعين أن نتعامل مع هذه الأزمات على هذا الأساس.