إن المثقف الشامل صفة من الممكن إطلاقها على المفكر والناقد محمد السيد عيد لأكثر من سبب، أولها موسوعيته وتعدُّد مصادر ثقافته، وتعدد مناحى إبداعه كل مثقف عربى يهتم بنادى القصة ومشكلة مقره التى يعانى منها مؤخرًا. والجهد غير العادى الذى قام ويقوم وسيواصل القيام به محمد السيد عيد رئيس النادى. وعندما جئت إلى القاهرة فى ستينيات القرن الماضى كان نادى القصة من الأماكن التى بحثتُ عن عنوانه لكى أذهب إليه وألتقى بأساتذة الكتابة القصصية والروائية المصريين ومن الأشقاء العرب هناك. مقر نادى القصة تعرَّض مؤخرًا للنقل من مكانه بشارع قصر العينى. فقد تحدَّثتُ مع رئيس النادى الكاتب الصديق محمد السيد عيد. وعدتُ إلى كتابٍ عنه أصدره المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الأخيرة وكان يرأسه بشكلٍ جيدٍ وممتاز يليق باسم مصر الفنان محمد رياض. أما كتاب محمد السيد عيد فقد حرره زميلنا عيد عبد الحليم المحرر الثقافى لجريدة الأهالى التى يُصْدِرها حزب التجمع التقدُّمى الوحدوى. ويبدأ بقوله إن المثقف الشامل صفة من الممكن إطلاقها على المفكر والناقد محمد السيد عيد لأكثر من سبب، أولها موسوعيته وتعدُّد مصادر ثقافته، وتعدد مناحى إبداعه، وهو السيناريست الذى قدَّم للدراما التليفزيونية عشرات الأعمال التى أسهمت فى تكوين أجيال مختلفة، ركَّز فيها على إبراز الجوانب المضيئة فى الشخصية المصرية من خلال تقديم مسلسلات عن شخصيات رائدة فى الفكر والسياسة والاقتصاد والعلم. قدَّمها ليس فى صورة سرد تاريخى للشخصية، بل ركَّز على الجانب الإنساى لهذه الشخصيات، فتعايش معها المشاهدون لأنهم شاهدوها كأنها من لحمٍ ودم تعيش بينهم. وهنا تبرز خاصية مهمة فى كتابات محمد السيد عيد، وهى قدرته الفائقة على بناء الشخصية الدرامية، مع تحرى الصدق والموضوعية وعدم إغفال الحقائق التاريخية. ولذلك وجدنا نجاحاً للمسلسلات التى كتبها عن قاسم أمين، ومُشرَّفة رجل من هذا الزمان، والزينى بركات عن الرواية المهمة للروائى الكبير جمال الغيطانى. وكذلك مسلسلات الشهاب، وزمن العطش، والإمام الغزالى، علاوة على مسلسلات إذاعية وكتابات للطفل وغيرها من الإبداعات الأدبية التى أسهمت فى تكوين الدراما المصرية والعربية. وفى البيان الذى أصدره رئيس نادى القصة يقول فيه: - تعرَّض نادى القصة فى الفترة الأخيرة لمصاعب هددت بقاءه، مما جعلنى أجمع مجلس الإدارة وأشرح له الموقف، وقرر أعضاء المجلس، وكلهم أصحاب أقلام مرموقة، أن يخاطبوا الرأى العام ليشرحوا له الموقف ويطلبوا مؤازرته. وطلبت من أخى العزيز، الكاتب الكبير محمد سلماوى، أن يؤازرنا بقلمه، فلم يتردد، وخصص مشكوراً عموده اليومى بالأهرام يوم السبت الموافق 10/ 5/ 2025 لعرض مشاكلنا، والتى تتمثل فى: - ضرورة البحث عن مقر بديل للمقر الحالى، نظراً لارتفاع الإيجارات المستمر، واضطرار النادى لمغادرة مقره أكثر من مرة فى السنوات الثلاث الأخيرة. - ضرورة إعادة تمويل الجائزة السنوية التى كانت تمولها الوزارة، فى عهد الدكتورة نيفين الكيلانى، بخمسة وثلاثين ألف جنيه. - المطالبة بدعم سلسلة الكتاب الفضى، وهى من أقدم السلاسل فى مصر والوطن العربى، بأن تصدر بالتعاون بين النادى وهيئة قصور الثقافة. - إعادة صدور مجلة القصة التى يزيد عمرها على ستين عاماً، بالتعاون مع هيئة الكتاب وتوقفت منذ أكثر من ستة شهور. فور نشر مقال الأخ العزيز محمد سلماوى، اتصل به معالى الوزير أحمد هنو ليقدم مقراً بديلاً للنادى بقصر ثقافة الإبداع بالسادس من أكتوبر، مع وعد ببحث بقية مشاكل النادى فور عودته من إيطاليا. ولا بد أن نُثَمِّن موقف معالى الوزير الذى لم ينتظر حتى يعود من إيطاليا، بل بادر باتخاذ الإجراء المناسب فور قراءته للمقال. كما لابد أن أنوه إلى اتصال الأخ الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس هيئة الكتاب بى، للتأكيد على أن التأخير فى إصدار قرار عودة المجلة للصدور ليس مقصوداً، وأن المجلة ستعود فوراً، وأن أشكر سيادته على سرعة استجابته لندائنا. إننى باسم أعضاء النادى العريق أتوجه بالشكر للسيد الوزير، الغيور على الثقافة المصرية، وعلى تاريخها، الذى يعتبر هذا النادى جزءا مضيئاً منه. ونتطلع إلى لقائه بعد عودته إن شاء الله، لبحث وحل بقية المشاكل التى تعترض مسيرة النادى، وفقنا الله جميعاً للنهوض بالثقافة المصرية، وأكرر شكرى وتقديرى لمعالى الوزير. تحريراً فى 10 مايو 2025 رئيس النادى محمد السيد عيد