لست مطمئنا لمستقبل التجربة الويلزية أو الغالية التى يتأهب الزمالك لبدئها مع الويلزى بوليس القادم من بلاد الغال؛ ليس تقليلا من الخبير الكروى الشهير الذى يطرق البيت الأبيض بقوة على خلفية دوائر من الإثارة والجدل وإنما لطبيعة اللاعب المصرى الذى أكدت التجارب أنه لم يكن متجاوبا مع التجارب ذائعة الصيت التى مرت بها بعض الأندية المصرية الشهيرة فى العصر الحديث بما فيها الزمالك نفسه ومن قبله الأهلى.. الزمالك لم ينجح مع الاسكتلندى ماكليش فى تجربته السابقة إبان ولاية المستشار مرتضى منصور رئاسة النادى؛ والأهلى لم يتحمل الصبر كثيرا على تجربته مع العالمى الهولندى مارتن يول إبان ولاية المهندس محمود طاهر رئاسة الأهلى؛ وكلاهما- ماكليش ويول - حققا نجاحات فى مربع بريطانيا العظمى لكنهما فشلا مع الكبيرين الأهلى والزمالك كما أن غالبية التجارب والشواهد تشير إلى أن المدارس البرتغالية والبرازيلية والألمانية هى الأقرب للنجاح مع اللاعب المصري.. أتمنى ألا يدخل الزمالك فى حلقة جديدة من الإخفاق ويهدر وقته معتقدا أنه يبحث عن الممكن وهو فى الحقيقة يصطدم بالمستحيل.. دواء الزمالك ليس فى استقدام مدرب ذائع الصيت أو إبرام صفقة مع لاعب سوبر ستارز وإنما فى قدرته على الثبات وهو يدير أزماته من خلال أدواته المتاحة للبناء بعدما أصابه التفكك وحاصرته الديون وقفز على صدره مجموعة ممن يعتقدون أنهم أبناؤه وما هم بأبنائه لأنهم يميلون إلى الشو الإعلامى واللقطة أكثر من انتمائهم للنادى الكبير.. معظم الفترات التى انتفض فيها الزمالك وسيطر وتسيد كانت من خلال اعتماده على أبنائه الحقيقيين وليس المتلونين ممن يدعون حب النادى.. وعودة إلى الوراء للمثال لا الحصر نجد أن أزهى عصور الزمالك تلك الفترة التى كان فيها البرازيلى كابرال مديرا فنيا عندما جاء به د.كمال درويش الرئيس التاريخى للزمالك من ضواحى البرازيل بثمن بخس ودولارات معدودة ودعمه بالرجل الحديدى أحمد رمزى ذلك النموذج النبيل والمثالى لابن النادى الذى يعطى دون أن يأخذ.. ومع جبل كابرال ورمزى الذى كان يضم حازم إمام وجمال حمزة والعندليب عبد الحليم على والطارقين السيد والسعيد وغيرهم من نجوم هذا الجيل سطع الزمالك واحتكر البطولات والألقاب محليا وقاريا وسطر مجدا وتاريخا لا يزال يتحاكى به الزملكاوية حتى الآن أبرزه حصوله على أفضل ناد فى العالم فى مطلع الألفية الحالية.. مجلس حسين لبيب بكل أفراده الذين أثق فى قدرتهم على النهوض وأقرانهم من الزملكاوية أمثال مرتضى منصور الذى أعطى الكثير وأثر فى تاريخ الزمالك الحديث وممدوح عباس الذى يقرض النادى الملايين وعمرو الجناينى وحازم أمام وميدو وغيرهم ممن يقودون عملية الإنقاذ يدركون تماما حقيقة ما أتحدث عنه ويعرفون الداء الحقيقى الذى يعانى منه الفارس الأبيض ولكنهم يفتقدون شجاعة تقديم الدواء الذى يحتاج لصفات إرادية أبرزها درء الأزمات وتوحيد الصفوف وإنكار الذات ووضع مصلحة ناديهم فوق الجميع.. كلهم يعرفون الداء؛ فكيف لا يقدمون الدواء؟! كل الأمنيات القلبية للزمالك بسرعة العودة إلى مكانه ومكانته المعهودة.. وإلى لقاء جديد.