يتضح مع الوقت الخلاف بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو على خلفية تعارض الرؤى فيما يتعلق بملفات الشرق الأوسط وفى مقدمتها إيرانوغزة. هذا الخلاف أذهب النوم من أعين نتنياهو الذى طلب خلال جلسة محاكمة - كان يحضرها أمس فى تل أبيب - من القاضى السماح له بالمغادرة مبكرا ،حيث لم ينم إلا ساعة ونصف الساعة خلال الليل، على خلفية تطور الأحداث ومسألة الإفراج عن الأسير الأمريكى الاسرائيلى عيدان الكسندر. وكما أورد تقرير لصحيفة تايمز اوف اسرائيل أمس، سأل القاضى نتنياهو: «ما هى درجة تركيزك؟»، فرد نتنياهو «ليست عالية»، فقرر القاضى إنهاء الجلسة. لم يكن يتبقى سوى أقل من ساعتين قبل وصول المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لإجراء محادثات حول سبل حلحلة الوضع فى غزة، وعُقدت هذه المحادثات على خلفية احتقان شديد فى العلاقة بين نتنياهو وترامب، الذى كان رحب ببادرة الإفراج عن الكسندر، وكتب على منصته: «أنا ممتن». وألقى تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس الضوء على قرار ترامب عدم زيارة إسرائيل .. خلال جولته التى تبدأ اليوم فى المنطقة : «ومن بدء محادثات نووية مع إيران، إلى إجراء مفاوضات مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهينة الأمريكى - الإسرائيلى ألكسندر، دون إشراك إسرائيل، يرى مسئولون ومحللون أن ترامب بدأ بتهميش نتنياهو بشكل علني، مما أثار حالة من الذعر داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية التى اعتادت لعقود أن تُستشار من قِبل كل إدارة أمريكية». وفى مقابلة أُذيعت يوم الخميس الماضي، رد السفير الأمريكى الجديد لدى إسرائيل، مايك هاكابي، على الادعاء بأن الإدارة تتجاهل مخاوف إسرائيل وقال لقناة تليفزيونية إسرائيلية إن «الولاياتالمتحدة ليست ملزمة بالحصول على إذن من إسرائيل» للتوصل إلى وقف إطلاق النار مع الحوثيين. مايكل أورين، السفير الإسرائيلى السابق لدى واشنطن، وصف الأمر بأنه «مقلق»، بينما قال شالوم ليبنر، مستشار سابق لنتنياهو، إن الأجواء فى القدس تشبه «حالة ذعر تام».. ووفقا للصحيفة، فإن ما يثير القلق أكثر هو بروز جناح متشكك فى إسرائيل داخل الحزب الجمهورى نفسه، وهو الحزب الذى لطالما كان داعمًا قويًا لها حتى بعض حلفاء ترامب، مثل النائبة مارجورى تايلور جرين، باتوا أقل ولاءً لإسرائيل، ما يتركها دون دعم تقليدى فى الكونجرس. ونقلت الصحيفة عن مستشار لترامب، الذى وصف معاملة ترامب لنتنياهو بأنها «أعلى بدرجة» من لقائه المتوتر مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى قبل ثلاثة أشهر، إن أنصار ترامب من جماعة «اجعلوا أمريكا عظيمة مجددا» عملت طوال الربيع لمقاومة جهود جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل والجمهوريين المحافظين الجدد لتعيين صقور متشددين ضد إيران وآخرين يُنظر إليهم على أنهم متعاطفون للغاية مع نتنياهو فى المناصب الأمنية الوطنية الرئيسية. ويظهر الخلاف بشكل أوضح فى غزة، حيث نقل تقرير نشرته شبكة ان بى سى الأمريكية عن مسئولين أمريكيين لم يُذكر اسمهم، إن ترامب يعارض خطة نتنياهو لشن عملية عسكرية موسعة فى قطاع غزة، وقد وصفها بشكل خاص بأنها «جهد ضائع» يعيق رؤيته لإعادة إعمار القطاع. وكشف تقرير لتايمز أوف اسرائيل العبرية، إن المبعوث الشخصى لترامب ويتكوف أخبر مؤخرًا عائلات المحتجزين فى غزة، إنه لا يتفق مع نهج إسرائيل فى الحرب على القطاع، وإن «الولاياتالمتحدة تريد إعادة الأسرى، لكن إسرائيل غير مستعدة لإنهاء الحرب،» وأضاف ويتكوف، نقلا عن مصادر حضرت الاجتماع: إن «إسرائيل تُطيل أمد الحرب، رغم أننا لا نرى إمكانية لتحقيق تقدم إضافي.» وجاءت التحركات الأمريكية فى أعقاب فترة من تجاهل الملف بالكامل لصالح التركيز على ملفات أخرى.