بمثل ما للإنسان من شخصية يحكم عليها الناس بالقوة أو الضعف أو الهزل أو الجدية أو الاهتزاز أو الهيافة.. فإن للكيانات أيضا شخصية بنفس تنويع الأشخاص، والأندية من بين الكيانات التى ربما تملك كل المقومات المالية والفنية لكنها لا تملك الشخصية.. وكان بيراميدز ضحية شخصيته المهزوزة فى المباريات الأخيرة، فهو لم يتحمل الضغط وسيطر عليه شعور بالخوف من ضياع فرص التتويج بأول لقب، ولم يجد أحدا يساعده نفسيا ومعنويا للثبات، فمدرجاته خالية ودعايته غائبة لدرجة أن هذا الفريق الذى ترشح لثلاثة ألقاب محلية وقارية أخذ نفس المساحة الإعلامية لفريق يصارع الهبوط.. ولو كان الأهلى أو الزمالك مكانه لوصل الطبل والزمر إلى اسماع القارة الإفريقية والوطن العربى كله.. هو حكايته كحكاية التلميذ الشاطر الذى ذهب إلى لجنة الامتحان بشكل طبيعى إلا أنه اول ما جلس على الكرسى وانتظر ورقة الأسئلة بدأ بالسعال والرغبة فى القيء الناتج عن التوتر ولم يكن فى حالته الطبيعية التى تمكنه من الإجابات المتكاملة.. ومن انفرادات الدورى عندنا أن جمهوره تابع لناديين فقط مع جماهير أخرى متناثرة هنا وهناك فى المحافظات تشجع فرقها أمام فرق أخرى غير الأهلى والزمالك.. هذه ظاهرة لا نراها فى أى دورى أوروبي، فكل الفرق هناك لها جمهورها المتحمس جدا الذى يملأ المدرجات.. وفى كل الأحوال الاستثناءات واردة فى كل مناحى الحياة، لكنها تصبح خطرا عندما تفضى إلى احتكار ومظلومية وتدنى المستوى.