على مدار عقود طويلة فشلت وزارة الثقافة فى تحقق حلم كل السينمائيين المصريين فى إنشاء متحف للسينما المصرية ، هذا الحلم الذى أصبح يطارد المسئولين فى وزارة الثقافة والوزراء المتعاقبين عليها، فلا يوجد وزير للثقافة جاء بعد فاروق حسنى، إلا ويعلن عن قرب تدشين مشروع أرشيف ومتحف للسينما، ومع مرور الوقت يتحول الكلام إلى سراب، فقبل 13 عاماً وتحديداً فى منتصف 2011 أعلنت وزارة الثقافة عن بدء إعداد قصر الأمير عمر طوسون الأثرى بالقاهرة-التابع للمجلس الأعلى للآثار-ليصبح مقراً للأرشيف ومتحفاً للسينما المصرية، وذلك بالتعاون مع السينماتيك الفرنسى. وقد شهدت بنفسى اللقاءات التى تمت بين المسئولين فى وزارة الثقافة ومسئولى السينماتيك الفرنسى والذى أعلن استعداده لدعم إنشاء السينماتيك المصرى بخبراته وأيضاً بالدعم المالى، ولكن لم يمر عام 2011 وإلا انفصلت الآثار عن الثقافة وأصبحت وزارة مستقلة تولاها د. زاهى حواس فى حكومة أحمد شفيق وهنا تحولت الوزارتان إلى «الأخوة الأعداء»، ورفضت الآثار التنازل عن القصر للثقافة فتوقف المشروع دون أن يكلف أحد المسئولين فى وزارة الثقافة نفسه عناء البحث عن مكانٍ بديل، وكانت د.إيناس عبد الدايم آخر وزراء الثقافة التى أعلنت أنها تستعد لإطلاق مشروع متحف السينما المصرية ليضم مجموعة ضخمة من المقتنيات وتراث السينما المصرية والتى جمعتها لجنة جمع التراث المُشكلة بقرار وزارى وتضم قطعاً نادرة وكاميرات ومعدات تصوير وأفيشات لأفلام قديمة وألبومات صوراً وتسجيلات ومعدات نادرة ذات قيمة عالية وأيضاً 3500 فيلم من كلاسيكيات السينما المصرية، ولكن للأسف الشديد رحلت الوزيرة عن كرسى وزارة الثقافة ، ومات المشروع مرة اخري. وخلال الأعوام القليلة الماضية برز اسم مدينة الانتاج الإعلامى برئاسة الكاتب الصحفى عبد الفتاح الجبالى ودورها المؤثر فى صناعة السينما من خلال مركز ترميم التراث السمعى والبصرى أو ما يطلق عليه مركز الترميم السينمائي، والذى نجح حتى الآن فى ترميم مئات الأفلام الروائية والتسجيلية، وايضا الدور الكبير الذى تلعبه لجنة مصر للأفلام فى تصوير الأعمال الأجنبية فى مصر والتى أصبح له تواجد عالمى فى كافة المحافل السينمائية الكبرى للترويج للسينما المصرية، فلماذا لا يتم إنشاء متحف للسينما داخل المدينة التى تمتلك الامكانيات والمكان المناسب لإنشاء هذا المتحف الذى سيحفظ تراث السينما المصرية من الاندثار والفقدان والسرقة، بعد أن فشلت الثقافة خلال سنوات طويلة فى اتخاذ أى خطوات جادة لإنشاء هذا المتحف الذى يؤرخ للسينما المصرية ويحفظ التراث السينمائى للأجيال المقبلة.