هل تتوقف تجارب زراعة الأعضاء من الخنازير للإنسان، بعد أن أعلن الأطباء فى أمريكا إزالة كلية خنزير من مريضة عاشت بها 130 يوماً كاملة؟ يؤكد د. وائل نصار أستاذ الكلى والمسالك ، أن التجارب لن تتوقف،بل ستتم إعادة دراسة وتطوير عمليات التعديل الجينى التى تتم لجعل كلية الخنزير صالحة للزرع فى جسم الإنسان، ففى عملية زراعة الأعضاء بين البشر، نحتاج للسيطرة على عائقين من الحواجز المناعية المهمة ، وهما فصيلة الدم و النسيج البشرى ، ويتم التغلب عليهما بحسن اختيار المتبرع واستخدام بروتوكولات متعددة من الأدوية المثبطة للمناعة لمنع لفظ الجسم للعضو المنقول. أما عند زراعة عضو من الحيوان فهناك حاجز أو عائق ثالث لابد من تجاوزه ، وهو حاجز النوع، فكل نوع من المخلوقات له مجموعة من الجينات تميزه عن غيره من المخلوقات وتمثل عائقاً يمنع تقبل الجسم للعضو المنقول، ورغم أن التركيب الجينى للخنزير مشابه إلى حد كبير للتركيب الجينى للإنسان، ورغم حدوث طفرة كبيرة فى علم الهندسة الوراثية سمحت بإجراء تعديل فى جينوم الخنازير لتقليل الحواجز المناعية والتناقضات المحتملة بين الخنازير والبشر، إلا أنه حتى وقتنا هذا لم تستطع أدوية تثبيط المناعة - على تنوعها وتطورها - أن تتجاوز تماماً حاجز الاختلافات الجينية بين الخنزير والإنسان. وعند إجراء أول جراحة زراعة كلية خنزير معدلة وراثياً - تمت إزالة 69 جيناً خنزيرياً وإضافة جينات بشرية معينة لتحسين توافقها مع البشر ، كما قام العلماء بتعطيل الفيروسات الذاتية المنشأ فى الخنزير للقضاء على أى خطر إصابة بالعدوي، ويعتبر هذا الإنجاز فتحاً كبيراً فى مجال زراعة الأعضاء،و طوق نجاة لمرضى الفشل الكلوى لتوفير أعضاء تنقذ حياتهم،لكن تجارب تعديل جينوم الخنازير لازالت فى حاجة إلى تحسين وتطوير لتقليل الحواجز المناعية للحد من لفظ جسم الإنسان للكلية المزروعة.