الصحة العالمية تحذر من انتشارها بين الشباب والمراهقين أجرت شابة بريطانية لم تكمل ال17 عاماً عملية جراحية استمرت 5 ساعات ونصف الساعة، لاستئصال جزء من رئتها، بعد اكتشاف ثقب فيها، بسبب التدخين المفرط للسيجارة الإلكترونية على الرغم من مرور عامين فقط على استخدامها هذه السيجارة. حيث وصل معدل تدخينها إلى ما يعادل ثلاث علب فى اليوم الواحد.. ارتبط التدخين فى مصر بسن المراهقة، وكأن الشباب يعلنون عن أنفسهم من خلال السيجارة، الأمر الذى واجهته الدولة بمنع بيع السجائر لمن هم أقل من 18 عاماً، فى محاولة لمنع الأطفال من التدخين، لكن فى 2024 تحول الأمر إلى موضة بين الأولاد والبنات الصغار، من خلال ما يُعرف بجهاز «الأيكوس» الذى انتشر بين المراهقين من عمر 14 عاماً سواء الأولاد أو البنات. كما انتشر بشكل واسع بين الكبار فى محاولة منهم للإقلاع عن التدخين.. فهل السيجارة الإلكترونية تساعد على الإقلاع عن التدخين فعلاً، وهل هى بديل آمن؟ أم أنها موضة مدمرة للكبار والمراهقين؟. كشفت دراسة بريطانية عن أن التدخين الإلكترونى يدمر الحمض النووى لمستخدميه بطريقة مماثلة للمدخنين الذين يُصابون بالسرطان.. ووجد الباحثون فى جامعة لندن كوليدج أن مستخدمى السجائر الإلكترونية ومدخنى السجائر لديهم تغيرات مماثلة فى الحمض النووى للخلايا فى أفواههم، مع ربط هذه التغييرات بالتطور المستقبلى لسرطان الرئة لدى المدخنين. وقالت الصحة العالمية: إن السجائر الإلكترونية تولد مواد، بعضها يسبب السرطان ويشكل مخاطر على صحة القلب والرئة. وأضافت نقلاً عن دراسات: أنها يمكن أن تضر أيضاً بنمو الدماغ لدى الشباب. تسويق إلكترونى تتنوع السجائر الإلكترونية بين الإيكوس وهو جهاز يتراوح سعره بين 1000 جنيه وحتى 3500 جنيه ويتم شراء علب سجائر خاصة بهذا الجهاز وسعر العلبة حوالى 65 جنيهاً.. ويشبه علبة السجائر العادية ويحتوى كذلك على 20 سيجارة، لكن الفرق أنه عند شرب السيجارة لا يتم إشعال النار فيها، لكن يتم وضعها بالجهاز الذى يقوم بدوره بتسخين السيجارة بالحرارة. أما النوع الثانى وهو ال «فيب» وهو جهاز ضخم عن الإيكوس ولا يحتاج لعلب سجائر خاصة به.. ويتميز بالدخان الكثيف لذلك يلجأ إليه معظم المراهقين من الشباب. أما النوع الثالث وهو البود ولا يختلف كثيراً عن الفيب، لكنه الأرخص فى كل ما سبق.. ويحتوى البود على عددٍ معين من الأنفاس على سبيل المثال البود يحتوى على 1000 نَفس بسعر يبدأ من 200 جنيه وآخر يحتوى على 10000 نَفس بسعر يصل إلى 1500 جنيه.. ويمكن تغيير السائل بآخر ويُقبِل عليه البنات بشكل أكبر. «الأخبار» فى تحقيقها تناقش المدخنين وأطباء الصدر والباطنة ومتخصصى مكافحة التدخين فى خطورة التدخين الإلكترونى على صحة المدخن والمحيطين به.. مبررات المدخنين استطلعنا آراء مستخدمى السيجارة الإلكترونية، فاكتشفنا أنهم يحملون مفاهيم مغلوطة. حيث أوضح المحاسب محمد حامد، 30 عاماً: أن سبب تحوله من تدخين السجائر العادية إلى السجائر الإلكترونية، هو أن السجائر العادية تحتوى على نسبة كبيرة من القطران بجانب النيكوتين وهو ما يجعل نسبة الدخان والاشتعال عالياً، مقارنة بالسيجارة الإلكترونية التى تُعد أقل ضرراً بالنسبة للمدخن الذى يبحث عن تدخين بأقل ضرر ممكن. فيما يرى حازم محمودى 14 سنة أنه يشرب ال «فيب» بسبب الدخان الكثير الذى يخرج منه وهو ما يفضله فى تدخين السيجارة الإلكترونية.. ولا يجد أى مشكلة فى تدخينها، لأن معظم جيله أصبح يدخنها ولا يجد مشكلة فى أحد منهم أى تعرضهم لمشاكل صحية، لكن فى الوقت ذاته اعترف بأنه يشعر بموضة فى شرب ال «فيب» فى الطريق والأماكن العامة. اقرأ أيضًا| دراسة: السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين ليست آمنة بينما تقول ريتاج أيمن: إنها تدخن البود -أحد أنواع السجائر الإلكترونية- وهو يحتوى على نسبة بسيطة من النيكوتين ولذلك البنات تحب استخدامه لمجرد المظهر والموضة وسط الأصدقاء، كما أنه من السهل الإقلاع عنه. أما سيد عبدالله فكشف عن أنه اتجه لشرب الفيب فى محاولة منه للإقلاع عن التدخين.. وبالفعل بدأ فى الإقلاع عن التدخين وحدد مهلة 3 أشهر لشرب الفيب.. وبعد ذلك سوف يقرر الإقلاع عن كل أشكال التدخين لكنه استمر أكثر من 6 أشهر فى شربه وهو ما سبب له تعباً شديداً، وعدم القدرة على التنفس مما جعله يقلع عنه فى النهاية لذلك ينصح أى شخص يرغب فى الإقلاع عن التدخين بالابتعاد عن السجائر الإلكترونية وخاصة الفيب لأنها «كانسر داخل جهاز» على حد وصفه. أكدت د. نرجس ألبرت أستاذ الصحة العامة بكلية طب قصر العينى، مدى خطورة السيجارة الإلكترونية على المدى البعيد مؤكدة أن خطورتها تفوق خطورة السيجارة العادية لأنها أصبحت موضة بين المراهقين وهو ما ينذر بخطورة كبيرة على صحة شباب المستقبل والأجيال الصغيرة. وأكدت أن تبرير البعض باللجوء لاستخدام السيجارة الإلكترونية، للإقلاع عن تدخين السيجارة العادية ليس حقيقياً، لأن استخدام السيجارة الإلكترونية يسبب الإدمان، ناهيك عن تدميرها صحة المدخن، ولذلك فأفضل طريقة للإقلاع عن التدخين هو الإرادة والثقة فى النفس للتغلب على هذه العادة السيئة وليس باللجوء لوسائل تدخين أخرى. مادة مسببة للسرطان «يحتوى الرذاذ الصادر من السجائر الإلكترونية على مواد كيماوية، ضارة منها: الفورمالديهايد وهى مادة مسببة للسرطان».. هكذا بدأت د. بثينة عبدالحسيب، استشارى أمراض الصدر بمستشفى صدر العباسية، حديثها حول تأثير السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين وكذلك الكبار.. وكشفت عن أن مادة النيكوتين المسببة للإدمان وخاصة عند المراهقين يمكن أن تؤثر سلباً على ذاكرة المراهقين وتركيزهم وانخفاض القدرة على التركيز. اقرأ أيضًا| كيف تدمر السجائر الإلكترونية رئتيك؟ وقالت: إن استخدام السجائر الإلكترونية خلال فترة المراهقة يزيد من احتمالات التعرض للمعادن، مما يؤثر سلباً على نمو الدماغ والأعضاء كما يرتبط التدخين الإلكترونى بمشاكل فى وظيفة الأوعية الدموية، مما يجعلها لا تعمل. وهذا قد يسهل تراكم المواد المسببة لانسداد الشرايين، مما يؤدى إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية وتهييج الجهاز التنفسى والتهاب الرئة، وتلف الأنسجة الرئوية على المدى الطويل. مخاطر جديدة فى هذا الإطار أكد د. وائل صفوت أستاذ الصدر ورئيس الاتحاد العربى لمكافحة التبغ، أنه يوماً بعد يوم نكتشف مخاطر جديدة للسجائر الإلكترونية التى يسوق لها منتجوها بأنها أقل ضرر، ولكن الحقيقة أنه مع التدخين الإلكترونى هناك معادن ومواد سامة مختلفة تدخل للجسم تدريجياً ومنها: الموجودة فى زيوت النكهات التى تُضاف للسائل.. وأيضاً بسبب مواد الجليكول بروبلين والجلسرين النباتى والذى ينتج عن حرقها مواد سامة ومنها: النتروزامين والاسيتيل ايثلين.... وتتسبب فى أمراض خطيرة وسرطانات والتهابات مزمنة فى الرئة وتليف بالشعب، والمصيبة أنهم فى بلادنا يسمحون بالترويج على أنها أقل ضرراً ويسمحون باستخدام عبوات وأسماء ونكهاتٍ مغرية للشباب والسيدات، ويتم الترويج لها وبيعها على الإنترنت بدون التقيد بسن أو أى قواعد تمنع أولادنا من شرائها، ولهذا للأسف فإن الشباب فى مصر معرضون للسرطان والإصابة بالضعف الجنسى والعقم وأمراض القلب وأمراض الجهاز العصبى والتنفسى بسبب التدخين الإلكترونى والمواد السامة الموجودة فيه.. وقد تم تسجيل حالات كثيرة ووفيات لدى شباب بسبب أمراضاً غريبة تحدث بسبب التدخين الإلكترونى. اقرأ أيضًا| «المخاطر مستمرة».. العلماء يكشفون كيف يدمر التدخين الإلكتروني الرئتين؟ حيلة تجارية ومن جانبه.. أضاف د. محمد صدقى أستاذ ورئيس قسم الصدر بجامعة الأزهر: «أن أحد أهم أسباب انتشار التدخين الإلكترونى هو انتشار شائعة أن التدخين الإلكترونى أقل ضرراً من التدخين العادى وأنه وسيلة للإقلاع عن التدخين، وبناء عليه تضاعفت إعلانات بيع منتجات التدخين الإلكترونى للتخلص من تدخين السجائر والشيشة وكبديل صحى لهم.. وبالطبع هى حيلة تجارية بحتة لبيع الوهم إلى المدخنين والتربح من ورائهم، والتدخين فى النهاية هو التدخين بكافة مخاطره المُتعارف عليها والتى تثير كافة أعضاء الجسم للإصابة بالأمراض المختلفة وأولها: سرطان الرئة. موضحاً: أن السجائر الإلكترونية هى خط من خطوط منتجات التبغ، ولكن بعض أشكال السجائر الإلكترونية تعتمد على تسخين التبغ وليس حرقه وقد يكون هذا أقل ضرراً من التدخين التقليدى.. وهذا لا يناسب كل الحالات بل فى حالات قليلة جداً.. ولكن لا يخلو أيضاً من الضرر، وأشار أستاذ استشارى أمراض الصدر إلى «أن السجائر الإلكترونية تحتوى على خليطٍ من المكونات والنكهات التى تتفاعل مع بعضها ولم نصل حتى الآن لضرر كل مادة منها على حدة الأمر الذى يجعلها مخيفة لأننا لا نعرف حتى مصدر هذه المواد ومكوناتها». وأوضح د. سعيد شلبى أستاذ استشارى الباطنة والكبد: «أن التدخين الإلكترونى مثل التدخين التقليدى الذى لا يتوقف ضرره على الرئتين فقط، بل إن كافة أعضاء الجسم تتأثر بالتدخين ويتسبب لها فى أضرار بالغة.. اقرأ أيضًا| إدمان السجائر الإلكترونية يتسارع بعد المرحلة الثانوية.. «دراسة» جديدة توضح وأضاف د. ماهر الجارحى استشارى الباطنة والصدر: «أن خطورة التدخين الإلكترونى ليست فقط فى مكوناته أو ضرره على المدخن، بل الأسوأ من ذلك أنه الأكثر انتشاراً».. وبالتالى إحداث بالغ الضرر على المحيطين بالمدخن أما عن مكونات السيجارة الإلكترونية فهى تُحدِث تغيرات فسيولوجية بالرئة تتسبب فى تليف الرئة، ولكن الشباب يتعامل مع هذه الأداة على سبيل الموضة.