ناقش مجلس الشيوخ أمس خلال جلسته العامة أمس برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق عدداً من طلبات المناقشة العامة.. لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن سياسات الدولة فى تجديد الخطاب الدينى ومكافحة التطرف وتعزيز ثقافة التسامح. جاء فى الطلبات أن تجديد الخطاب الدينى يُعد أحد المرتكزات الأساسية لاستقرار الدولة وتماسك نسيجها المجتمعى، وهو ما يتطلب بناء رؤية علمية شاملة تعتمد على أسس معرفية متينة، تتجاوز الأسلوب الوعظى التقليدى، وتُعلى من مقاصد الشريعة، وتضع فى اعتبارها تحولات النسق الثقافى داخل المجتمع. اقرأ أيضًا | الشيوخ يبدأ جلسة مناقشه طلبات بشأن ملفى الأمن السيبرانى وتجديد الخطاب الديني وأكدت طلبات المناقشة العامة أيضا أن مصر تواجه تحديات جمة، أبرزها: ظاهرة التطرف الدينى التى تؤثر بين الحين والآخر على السلم الاجتماعى والأمن القومى .. وأن مكافحة التطرف الدينى وتعزيز ثقافة التسامح فى مصر مسئولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من مختلف فئات المجتمع، بدءاً من الدولة ومؤسساتها، مروراً بالمؤسسات الدينية والأزهر الشريف، وصولاً إلى المنظمات المدنية والأفراد، فمن خلال العمل معاً، يمكننا بناء مستقبل أكثر أماناً وتسامحاً لجميع أبناء مصر، محافظين على هويتها الحضارية العريقة. من جانبه أكد د. أسامة الأزهرى وزير الأوقاف حرصه على وضع رؤية تأسيسية دقيقة لدعم توجه الدولة نحو تجديد الخطاب الدينى ومواجهة الفكر المتطرف، من خلال التشبيك والتنسيق مع مختلف مؤسسات الدولة، وأضاف أنه تم عقد جلسات مع ممثلى المؤسسات الوطنية لصياغة استراتيجية متكاملة تقوم على أربعة محاور رئيسية، أولها: مواجهة الفكر المتطرف دينيًا بتفكيك أطروحاته وتأويلاته، وثانيها : التصدى للتطرف اللا دينى ومعالجة التراجع القيمى والاجتماعى مثل: الإلحاد، والتنمر، والتحرش، وزيادة معدلات الإنجاب، وحرمان المرأة من الميراث، والثالث: يرتكز على «بناء الإنسان»، فى ضوء توجيهات القيادة السياسية للحكومة، والأخير يتمثل فى «صناعة الحضارة»، حيث يتم ربط الخطاب الدينى الرشيد بالنهضة العلمية. وكشف الوزير عن جهود الوزارة فى مجال تفكيك الفكر الإرهابى، وأوضح أنه تم رصد نحو 40 تيارًا متطرفًا تستند إلى 35 مفهومًا منحرفًا، انبثقت عن 7 أفكار، وقد أصدرت الوزارة مؤلفات علمية رصينة لمواجهة هذا الفكر، أبرزها: كتاب «الحق المبين فى الرد على من تلاعب بالدين»، والذى تمت ترجمته إلى 16 لغة، وتم تقديمه كهدية للرئيس عبدالفتاح السيسى خلال احتفالات الوزارة، وقال: إن الوزارة قطعت أشواطاً كبيرة فى طريق التحول الرقمى، وتم توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإطلاق منصة الأوقاف الرقمية.. وأشار إلى أنه سيتم إطلاقها خلال الشهر المقبل، وستتيح نشر محتوى دينى موثوق بلغات متعددة، بما يتماشى مع رؤية الدولة فى الرقمنة والتطوير التقنى على هدى من المحاور الاستراتيجية لعمل الوزارة، وستكون مفيدة فى تدريب وصقل مهارات الأئمة والدعاة.