عندما ضرب ابن عمرو بن العاص فاتح مصر أحد القبط المصريين لأنه سبقه فى العدْو ووبخه بكلمة قاسية: كيف تسبق ابن الأكرمين؟! ذهب هذا المصرى يرفع شكواه لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فما كان منه إلا أن أرسل فى طلب عمرو بن العاص وابنه للمحاكمة وطلب من المصرى أن يأخذ حقه بصفع «ابن الأكرمين كما صفعه. هكذا العدل.. فلكل جريمة أحكام.. لا يروق لأى إنسان بعض ما يذكر فى السوشيال ميديا حول جريمة الطفل ياسين والتعاطف مع مرتكبى الجريمة ومحاولة تصويرها على أنها خلاف طائفى والأمر بعيد كل البعد عن هذا التفكير بل إننا لو سألنا عن أحكام الشريعة المسيحية لكان الحكم عليه مثل حكم المحكمة من جريمته الشنعاء. الجريمة لا ترتبط بدين أو مذهب وإنما مرتبطة بمرتكب يحكم عليه القضاة فهم لم يسألوا عن دين المتهم أو المدعى وإنما التعامل من خلال الإنسان كما فعل سيدنا عمر بن الخطاب مع ابن عمرو بن العاص فلم يسأل المجنى عليه: ما دينك؟ بل حكم له بأخذ حقه. جرائم اليوم أصبحت غريبة وشائكة فكيف نتصور أن يقتل الأب أو الأم أولادهما؟! كيف يتحول مصدر الأمان والحنان لقتلة؟! فهل القاضى يركن إلى صلة الرحم ويعفو أم يحكم بالعدل؟! فالجانى يجب أن يلقى جزاءه أيا كانت صفته أو ديانته أو منصبه.. ميزان العدل لا يفرق بين البشر ولا فئاتهم سواء أكان رجلا أو امرأة أو شابا أو فتاة أو حتى طفلا. أدعو من يوسوسون حول أحكام القضاء ويدّعون أباطيل للتأثير على الحكم وبث الخوف والكراهية أن يعودوا إلى رشدهم ولا يلعبوا بالنار ونشر بذور الفتنة ويستحضروا عقولهم لو حدث هذا لأولادهم ماذا هم قائلون وفاعلون؟! جرائم هذا الزمن تحتاج منا إلى دراسة نفسية لوعظ الناس فالقريب والصديق والزميل كلهم يرتكبون جرائم ضد بعضهم البعض وعلى الدراما تقديم رؤية جديدة لا تنقل الجريمة بتفاصيلها المرعبة وكأنه واقع لا مفر منه بل بتناول عقلانى يصور تغيرات الواقع الأليمة وكيفية الخروج منها بميزان الأخلاق والعادات الطيبة مثل سؤال الجار عن جاره فما بالنا بالأقارب والأصدقاء والمعارف؟!.