كعادته في إصدار القرارات المثيرة للجدل، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا لإدارته بتحديث سجن الكاتراز الشهير وإعادة فتحه، بعدما أصبح معلمًا سياحيًا منذ إغلاقه قبل أكثر من ستين عامًا. فوفقا لصحيفة لوموند الفرنسية، فقد أُودع في هذا السجن العديد من المجرمين المشهورين مثل آل كابوني، وروبرت سترود، وجورج "ماشين جان" كيلي. يعد هذا الحصن القديم الذي بُني على جزيرة صغيرة في خليج سان فرانسيسكو بلا شك السجن الأكثر شهرة في العالم والأكثر رعبا. ومنذ إغلاقه قبل أكثر من ستة عقود، أصبح ألكاتراز موقعًا سياحيًا شهيرًا، لكن ترامب أثار ضجة كبيرة مساء الأحد عندما أمر إدارته بتحديثه وإعادة فتحه، حيث يرى في ذلك "رمزًا للقانون والنظام والعدالة". وفيما يلي خمس معلومات مهمة عن هذا السجن الشهير: 1. سجن منعزل ومحاط بأسماك القرش كان في الأصل الكاتراز حصنًا ثم تحول إلى سجن عسكري وبعدها إلى سجن فيدرالي، وأُغلق في مارس 1963. يقع على جزيرة صخرية تبلغ مساحتها حوالي تسعة هكتارات، وتبعد كيلو مترين عن سواحل سان فرانسيسكو، ويحيط بها أسماك القرش في مياه تصل حرارتها إلى حوالي 12 درجة مئوية. 2. موقع مكلف للغاية أفادت وكالة الإدارة الفيدرالية للسجون الأمريكية أن تكلفة تشغيل الكاتراز كانت أعلى بثلاث مرات تقريبًا من أي سجن فيدرالي آخر بسبب موقعه الجغرافي. وكانت هناك حاجة لنقل الطعام و3.8 ملايين لتر من المياه الصالحة للشرب أسبوعيًا عن طريق القوارب (لأن الجزيرة لا تحتوي على مصادر مياه عذبة). وتشير التقديرات إلى أن ما بين 3 إلى 5 ملايين دولار تم إنفاقها في أعمال الصيانة والتجديد للإبقاء عليه مفتوحًا. 3. "الهارب من الكاتراز" في عام 1934، تحول إلى سجن مدني، ونُقل إليه كبار زعماء المافيا مثل آل كابوني، الذي سُجن بتهم تتعلق بتهريب الكحول والتهرب الضريبي خلال فترة الحظر. دخل السجن التاريخ في عام 1962 بعد فرار ثلاثة سجناء في عملية هروب شهيرة ألهمت كتابًا عام 1963 («الهارب من ألكاتراز» لجاي كامبل بروس)، وفيلمًا شهيرًا بنفس الاسم من بطولة كلينت إيستوود عام 1979. كما استخدم كموقع لتصوير فيلم "ذا روك" (1996) من بطولة شون كونري، إد هاريس ونيكولاس كيج. 4. إنزال النشطاء في عام 1969، نزل مجموعة من النشطاء الأمريكيين الأصليين أطلقوا على أنفسهم اسم "هنود جميع القبائل" على الجزيرة للاحتجاج على سياسة الإقصاء الحكومية وتسليط الضوء على معاناة السكان الأصليين. قاد هذه الحركة بشكل رئيسي طلاب، واستمر احتلالهم للجزيرة لمدة 19 شهرًا، إلى أن أنهى الرئيس ريتشارد نيكسون ذلك في عام 1971 عبر إرسال عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي وقوات خاصة لإخلاء المحتجين. 5. أكثر من مليون زائر سنويًا في عام 1972، تحوّل الموقع إلى حديقة وطنية، وأصبح يجذب أكثر من مليون زائر سنويًا يأتون من جميع أنحاء العالم لاكتشاف السجن القديم وزيارة زنزاناته ال378. واليوم، يرغب دونالد ترامب في إعادة تأهيل هذا الموقع لاحتجاز "أخطر المجرمين وأكثرهم عنفًا في أمريكا". واثار ذلك القرار حفيظة البعض على رأسهم، النائبة نانسي بيلوسي، النائبة الديمقراطية عن كاليفورنيا والرئيسة السابقة لمجلس النواب، حيث علّقت على منصة X قائلة: "السجن الفيدرالي في ألكاتراز أُغلق منذ أكثر من 60 عامًا. وهو الآن حديقة وطنية ومَعلم سياحي رئيسي. اقتراح الرئيس لا جدوى منه".