د. خالد عباس عميد كلية اللغات والترجمة: لدينا 100 باحث يخاطبون العالم ب 12 لغة لمواجهة التطرف «الألف كتاب» مشروع قومى يعكس عالمية الأزهر وتاريخه حوار: خالد السيد ومحمد لاشين أكد د. خالد عباس عميد كلية اللغات الترجمة جامعة الأزهر أن إحياء مشروع ترجمة الألف كتاب نقلة كبرى في تاريخ كلية اللغات والترجمة وهو بمثابة مشروع قومي لنقل المعرفة والمنهج الإسلامي الصحيح للعالم. وأضاف أن كلية اللغات والترجمة تحمل مسئولية نشر رسالة الأزهر الشريف إلى العالم وتصحيح المفاهيم من خلال اللغة التي هي جسر التواصل بين البشر، مشيرًا إلى أن مشروع الترجمة يقوم على اختيار أفضل الأعمال العلمية والأدبية وترجمتها من العربية إلى اللغات بهدف نشر الثقافة والناتج المعرفي العلمي للأزهر الذي يمثل نبراسًا للوسطية والاعتدال محليا وإقليميا ودوليا.. مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي: بداية حدثنا عن مشروع ترجمة الألف كتاب؟ - المشروع هو نقل الفكر الأزهري إلى العالم الخارجي سواء كان ثقافة أو معرفة أو علوما متنوعة، وكذلك الثقافة الدينية، ومعلوم عن جامعة الأزهر لديها نخبة مشرقة من الأساتذة والمتخصصين في العلوم الشرعية، ليس هذا فحسب بل يوجد أساتذة في الفلسفة والأدب والتخصصات العلمية المختلفة وأغلبهم حاصلون على جوائز علمية مرموقة، ولدينا على سبيل المثال في كلية اللغات والترجمة اثنين من أعضاء هيئة التدريس حصلا على جائزتين في اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية وذلك في النسخة الأخيرة من مسابقة حملة الترجمة في نسختها الأخيرة بقطر، وبالتالي هناك الكثيرون في العالم لا يعلمون شيئا عن الإنتاج المعرفي والثقافي للأزهر ممثلا في الجامعة فكان توجيه د. سلامة داود بضرورة نقل هذه المعرفة بلغات أخرى . ما الخطوات التي اتخذت للبدء في هذا المشروع وما تم إنجازه ؟ - تم تشكيل لجنة برئاسة رئيس الجامعة وبعض عمداء الكليات منها عميد كلية اللغات والترجمة والدراسات الإنسانية بنات بسبب أنها تحتوي على أقسام مناظرة لكلية اللغات والترجمة مثل قسم الأسباني للبنين والبنات والإنجليزي للبنين والبنات . وقامت اللجنة بوضع خطة للعمل ومقترحات للترجمة وسيتم اختيار قائمة الكتب المترجمة وفقا لمعايير وضوابط محددة ومنها أن يكون الكتاب لعالم من علماء الأزهر ويكون له قيمة علمية ومعرفية ويؤثر في المتلقي، وبعد موافقة اللجنة سيتم نقل الموضوع الى اللجنة الفرعية صاحبة التخصص التي شكلناها داخل كلية اللغات والترجمة للإشراف على عملية ترجمة الكتب ومن ثم إعدادها للنشر. ما الجهة المنوط بها لطباعة هذه الكتب؟ - إدارة الجامعة تسعى جاهدة لأن يكون للجامعة مطبعة خاصة بها لتنشر بنفسها الكتب المترجمة أو المؤلفة داخل أروقة الجامعة، وإلى الآن لم يتم الانتهاء من تجهيز هذه المطبعة لأنها تحتاج إلى نفقات باهظة، وهناك محاولات حالية للعمل على الانتهاء من المطبعة حتى ولو بمساعدة بعض دور النشر التي ترغب وترحب بالتعاون والمساعدة مع الجامعة ونحن على تواصل مع مركز الترجمة بالأزهر للتعاون من أجل إنجاز هذا المشروع. هل هناك تعاون مع الجهات المختصة في الترجمة واللغة؟ - بالفعل هناك تعاون مع مركز الترجمة بالأزهر لأن القائمين على المركز هم في الأساس أساتذة من كلية اللغات والترجمة، وهناك علاقة تعاون وثيقة مع دار الإفتاء المصرية ونعمل من خلال لجنة مشروع « ترجمة الالف كتاب» على الاستفادة من دار الإفتاء لأن لديها حلقة وصل مع أكثر من 200 جهة أجنبية يتواصلون معهم من أجل الإفتاء سوف يمدوننا بهذه الجهات ونحن بدورنا سنزودهم بالكتب والمؤلفات المترجمة كل جهة على حسب لغة بلدها، وسنرسل هذه الكتب مترجمة مجانا بنظام ال «pdf» ومصرح لهذه الجهات بطباعتها أيضا مجانا، ومن هذه الجهات المراكز الإسلامية المنتشرة في كل دول العالم، وقمنا بإرسال نسخ إلى المركز الإسلامي في الأرجنتين وتتحمل الجامعة نفقات الترجمة الخاصة ب الأساتذة ومرصود لهم مكافآت بذلك . ما موعد الانتهاء من مشروع الألف كتاب، والميزانية المرصودة له؟ - لكي يتم تحديد الإطار الزمنى أو توقيت الانتهاء هناك عوامل كثيرة تتحدد بناء على التجربة ذاتها، ونحن حتى الآن انتهينا من ترجمة 7 كتب كمرحلة أولى وتم توزيعها ومن خلال هذه المرحلة سنرصد الإيجابيات ونركز وبدقة على السلبيات وكذلك التحديات التي سنعمل على تجنبها في المراحل اللاحقة، أما عن الميزانية فهي مرصودة من الصناديق الخاصة بالجامعة والمشروع مستمر وقائم لطالما هناك جدية وإرادة من إدارة الجامعة وكذلك من اللجان المشكلة التي تؤدي دورها كما هو منوط ، ولو تحدثت عن أساتذة كلية التربية وبالأخص من يعملون في هذا المشروع فهم يعملون بحب كأصحاب رسالة سامية، ومنهم أساتذة لا يقتصر دورهم على هذا المشروع فحسب إنما تتواصل معهم دور نشر كبيرة لترجمة كتب التراث كونهم محل ثقة وتقدير . ما التحديات التي تواجه المبعوث الأزهري في التصدي للتطرف لظاهرة الإسلاموفوبيا؟ - هناك ما يقرب من 100 باحث معظمهم من كلية اللغات والترجمة والبعض من كلية دراسات إنسانية بنات يعملون في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ويقع على عاتقهم مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وكذلك لهم دور بارز في مواجهة تمدد الحركات المتطرفة فكريا، ومرصد الأزهر يعمل ب 12 لغة ويتعامل مع كل ما هو جديد والرد بالحجة والبيان وبلغة المقالات، كما يتم إطلاع الإمام الأكبر على الأمور ذات الطابع الخاص، منها القضية الفلسطينية التي كانت لا تغيب أبدا عن جدول أعمال مرصد الأزهر وإحيائها دائما . كم قسم بكلية اللغات والترجمة، وما الذي يميزها؟ - أقسام الكلية كثيرة منها الإنجليزية والألمانية والفرنسية والصينية والإسبانية، وما يميز كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر عن نظيرتها من الكليات وجود قسم الدراسات الإسلامية باللغات وبه 6 شعب (انجليزي، فرنسي، اوردو، افريقي، صيني) ويدرس هذا القسم الفريد من نوعه تخصصات تفسير وحديث وفقه وعلوم شريعة بشكل عام ولكن باللغات الأخرى، ومن هنا حين نقدم خريجا باحثا أو إماما خطيبا إلى أي دولة في العالم يكون مؤهلا من حيث لغة هذا البلد وكذلك ثقافة نفس البلد، وهذا لأن برنامج الدراسة بالكلية يؤهل الخريج في سنوات الدراسة لمعرفة اللغة في حد ذاتها كلغة، وباقي سنوات الدراسة يكون التركيز على ثقافة الدول الناطقة بنفس اللغة؛ لأنه من الناحية العلمية فإن الإطار المرجعي الأوروبي لتدريس اللغات الأجنبية يراعي في مقرراته اللغة وثقافتها . ما مدى احتياج الدول التي بها أقليات مسلمة لمبعوثين أزهريين؟ - بالفعل توجد دول دائما ما تحتاج للأستاذ الازهري كدول الاتحاد السوفيتي ومنها كازاخستان اوزباكستان ومنها ما يتواجد بها بالفعل مثل مفتي روسيا ومفتي أوكرانيا ومعتمدين لدى هذه الدول، كما أن احتياج هذه الدول لا يتوقف على تعليم اللغة فقط بل يشمل التعريف ونشر الفكر الأزهري المستنير، ونحن نرى بأعيننا تقدير وإجلال هذه الدول للأزهر حين يذهب الامام الأكبر د. أحمد الطيب إلى ماليزيا أو إندونيسيا، أو حين يذهب كذلك علماء الأزهر المبعوثين، بالإضافة إلى المراكز الإسلامية بتلك الدول، وكل من يمثلون الأزهر في هذه البلدان هم امتداد للقوى الناعمة المصرية الأزهرية التي تنشر العلم وتعلي قدر مصر بين الأمم ، ولدينا في جامعة الأزهر ما يقرب من 60 ألف منحة سنويًا جزء كبير منها تتكفل به مشيخة الأزهر من إقامة كاملة بمدينة البعوث الاسلامية، هؤلاء بعد تخرجهم هم سفراء للأزهر في بلادهم ويسهم دورهم في نشر الفكر الوسطي الذي يتبناه الأزهر . حدثنا عن خطة الكلية للاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم؟ - لدينا 4 برامج حصلوا على الجودة ونعمل وفق خطة لحصول باقي برامج الكلية على الجودة، ولكن ما يؤخرنا أن الاعتماد يحتاج تطويرا وتحديثا داخل الكلية وبطبيعة الحال يحتاج إلى نفقات في الوقت الذي نسعى فيه لتقليل النفقات نظرا للظروف الاقتصادية التي نمر بها جميعا . ما دور الكلية في ترجمة القرآن؟ وكيف ترى تأثير الذكاء الاصطناعي على المترجم؟ - للكلية دور رئيسي ومهم في هذا الشأن حيث أن نسخة كتاب «معاني القرآن الكريم» التي قدمها الامام الأكبر د. أحمد الطيب إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي في احتفالية ليلة القدر كانت من ترجمة مركز الترجمة بالأزهر وبإشراف أساتذة من كلية اللغات والترجمة، وبعدها تم تكليف المركز بالتعاون مع الكلية لترجمة نسخ أخرى باللغتين الإسبانية والألمانية، وبالتالي أي عمل أو نص ديني يترجم أو تم ترجمته لابد من الرجوع لكلية اللغات والترجمة كأهل للتخصص . أما عن تأثير الذكاء الاصطناعي فربما يتم إلغاء دور المترجم في بعض الأمور مثل ترجمة المؤتمرات والندوات واللقاءات الرسمية المجمعة، لكن هناك أمور لا يمكن الاستغناء عن دور المترجم تحت أي ظرف ومنها ترجمة النصوص الدينية أو تفسير معنى قرآني، وكذلك النصوص القانونية المتخصصة، أو بعض مواضيع الشعر والأدب .