أحمد سيد فى موسم درامى حافل بالمفاجآت، لفت الفنان محمد فراج الأنظار بدوره فى مسلسل منتهى الصلاحية»، الذى ناقش قضية غير مسبوقة فى الدراما المصرية، وهى عالم المراهنات الإلكترونية، فراج قَدَّم شخصية جديدة ومركبة، وواجه خلالها تحديات نفسية، ما جعله محل إشادة من الجمهور والنقاد على حد سواء.. فى هذا الحوار، يتحدث محمد فراج عن كواليس العمل، وتحضيراته للدور، ورأيه فى الجدل المُثار حول طبيعة القضية التى يطرحها المسلسل، بالإضافة إلى أثر الأدوار المركبة على حالته النفسية. اقرأ أيضًا | محمد فراج: «منتهى الصلاحية» يدق ناقوس الخطر حول المراهنات شخصية «صالح» كانت الأصعب فى مشوارى بسبب تعقيدها الإنسانى «منتهى الصلاحية» يناقش قضية شائكة ويدخل عالمًا جديدًا وهو المراهنات الإلكترونية.. ألم تقلق من هذه التجربة فور عرضها عليك؟ لم أقلق منها، ولكن شعرت بمسئولية كبيرة، خاصة أن هذه القضية شائكة وتهم قطاعًا كبيرًا من الناس، وبالتالى كان هناك حرص شديد من جانبى وفريق العمل ككل أن نقدم العمل بشكل واضح، خاصة أن قضية المسلسل تحمل نوعًا من التوعية، وهذه رسالة أى ممثل أن يقدم عملًا يفيد الجمهور مثلما قدمت من قبل أعمالًا تناهض التحرش والمخدرات. هل المسلسل دفعك لمعرفة بعض المعلومات عن هذه المراهنات أم كان لديك معلومات متوفرة قبل دخول العمل؟ قبل أن يعرض عليَّ «منتهى الصلاحية»، لم أكن على دراية بالمراهنات الإلكترونية، ولست مشاركًا فيه، وبعد العمل كان ينبغى أن أطلع على بعض التفاصيل الخاصة بهذه المراهنات الإلكترونية، خاصة أن العمل يتعمق فيها بشكل كبير، وهو ما يُميِّزه عن غيره، أنه عمل يجمع بين قضية حقيقية ودراما شيقة وممتعة للجمهور. كيف ترى تعاونك مع كلٍ من المؤلف محمد هشام عبية والمخرج تامر نادى؟ سعيد بالعمل مع كل منهما، لأن لديهما الموهبة، ويصدقان ما يقدمونه، وهو ما دفعنى للمشاركة فى العمل بثقة كبيرة، كما أن السيناريو الذى كتبه هشام عبية مليء بالدراما وشيق وبه حس تشويقى ومثير للغاية، كما أن المخرج نادى يمتلك قدرات فنية عالية، ولديه القدرة على إدارة الممثل، ولديه إحساس بكل مشهد. تعرض المسلسل لبعض الهجوم، حيث تردد أن العمل يساهم بشكل ما فى انتشار المراهنات الإلكترونية.. فما تعليقك؟ هذا كلام غير صحيح، وأرى أن أى عمل فنى لا يساهم بشكل ما فى انتشارك ظواهر سلبية فى المجتمع، لأن فى مسلسل «منتهى الصلاحية» نناقش قضية موجود ومنتشرة بالفعل فى الواقع، وهناك قطاع كبير على علم بها، والمسلسل كان عبارة عن تركيز على هذه القضية وتعمق بها فقط، ونحن قدمنا الواقع. ألم تتخوف من رد فعل الجمهور خاصة أنك قدمت شخصية صالح بكل إيجابياتها وسلبياتها؟ كنت حريصًا على تقديم الشخصية بكل جوانبها سواء إيجابيًا أو سلبيًا، وهذا جزء من مخاطرة الممثل أن يقدم أدوارًا قد ينفر منها الجمهور، وقد يقع فى غرامها، وأنا بطبيعتى أحب المغامرة وتقدم الأعمال الجريئة التى تناقش قضايا شائكة. ماذا عن التحديات التى واجهتك فى هذا العمل؟ أرى أن شخصية صالح كان بها تحديدًا على المستوى النفسى أكثر من الشكل، لأنه يمر ببعض المنعطفات فى مشواره، كما أن كان من الضرورى أن أكون على دراية وعلم كافٍ بقضية المراهنات الإلكترونية، ولجأت الى بعض الأصدقاء المقربين لى الذين خاضوا هذه التجربة من قبل، ومن بين التحديات أيضًا التى واجهتها فى العمل، تقديم شخصية الأب، وإن كانت ليست المرة الأولى التى أظهر فيها بدور الأب، حيث قدمتها فى مسلسل كتالوج» والذى من المقرر أن يُعرض خلال الفترة المقبلة، ولكن الجمهور لم يعتد على رؤيتى فى هذه النوعية من الأدوار. ماذا عن كواليس أصعب مشاهد المسلسل؟ مشهد معرفتى برغبة صديقى فى الزواج من طليقتي، كان مشهدًا مليئًا بالمشاعر، صور فى الشارع خلال رمضان، بكيت فيه فعلًا، لأنه وضعنى فى موقف إنسانى صعب، مما جعل المشهد أكثر صدقًا. صالح فى بعض المواقف يظهر ضحية للظروف ومواقف أخرى صاحب اختيار كيف تقيمه؟ صالح إنسان فى النهاية، وأنا تعاطفت معه كثيرًا لأنه تعرض لصعوبات كثيرة وواجه كثيرًا من التحديات، ولكنه مَرَّ بمواقف ظهر فيها ضحية وكانت هناك مواقف أخرى سمحت له أن يختار الأفضل بالنسبة له، وهو شخصية يمكن أن يراها الكثير أنه تعبر عنه وتشبهه. وماذا عن التصوير فى الشارع؟ واجهنا صعوبات كثيرة أثناء التصوير فى الشارع، حيث كنا نستغرق وقتًا طويلًا، من أجل تنفيذ مشهد واحد، مما يسبب حالة من الإرهاق، ولكن هناك أيضًا متعة بحب الجمهور لفريق العمل، وكان هناك نوع من التنظيم الإيجابى لصالح العمل. أخيرًا إلى أى مدى تؤثر الأدوار المركبة التى تؤديها على حالتك النفسية؟ هناك بالفعل تأثير كبير عليَّ نفسيًا بسبب تقديم هذه الأدوار المركبة والصعبة، ولكن هذا اختيارى وأحب هذه النوعية من الأعمال التى تلامس الواقع، كما أن بها متعة خاصة فى تأديتها وأيضًا بعد أن يتفاعل معها الجمهور بقوة، وهذا أمر إيجابى.