نظم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في دولة الإمارات بقيادة الريم الفلاسي الامين العام للمجلس، فعالية متميزة على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب احتفاءً بيوم الطفل الإماراتي تحت شعار «الحق في الهوية والثقافة الوطنية». وشهدت الفعالية توقيع كتاب «مشاعري» للكاتبة الإماراتية شرينة السويدي سفيرة القراءة لعام 2025 حيث امتزج دفء الكلمات بصدق الرسالة في مشهد ترك أثرًا بالغًا في نفوس الأطفال والحضور الكاتبة وقّعت نسخًا من عملها وأهدتها للأطفال، مؤكدة أن هذا الإصدار كُتب من القلب ليكون دليلًا عاطفياً يساعد الصغار على فهم مشاعرهم والتعامل معها بروح إيجابية وإيمان راسخ. ولم تتوقف الأجواء عند التوقيع فقط بل أُقيمت جلسة قراءة تفاعلية استكشفت مضمون الكتاب بلغة تتناغم مع براءة الطفولة وتحثهم على التعبير عن مشاعرهم بوعي ومحبة وانتماء. هذه الفعالية لم تكن مجرد حدث ثقافي بل محطة حية لترجمة شعار «الحق في الهوية والثقافة الوطنية» إلى ممارسة فعلية تُرسّخ القيم وتغرس الوعي وتعزز من ارتباط الطفل بهويته الإماراتية، كما يأتي هذا الحدث ضمن سلسلة مبادرات ثقافية يقودها المجلس في إطار رؤيته العميقة لبناء أجيال مثقفة متجذرة في وطنها ومؤهلة لخوض المستقبل بثقة ووعي. وأكدت الكاتبة شرينة السويدي في تصريح خاص أن كتابها الجديد «مشاعري» هو عمل موجّه من القلب إلى أطفالي، ولكل طفل يحاول فهم مشاعره والتعبير عنها، وأوضحت أنها سعت إلى تقديم أسلوب مبسط وجاذب يساعد الأطفال على التعرّف إلى طيف واسع من المشاعر مثل الغضب الفرح الحزن الخوف والاشمئزاز، مع تعزيز قدرتهم على التعامل مع هذه المشاعر من خلال الدعاء والرجوع إلى الله . وأضافت السويدي خلال تصريحاتها، أن أكثر ما تعتز به في الكتاب هو «عجلة المشاعر»، التي قامت بتصميمها كأداة تفاعلية تمكّن الطفل من التعبير عن مشاعره بطريقة صحية وممتعة، مما يعزز وعيه العاطفي ويقوّي صلته بذاته . الجدير بالذكر أن كتاب «مشاعري» للكاتبة شرينة السويدي يمثل مساحة وجدانية نابضة تعكس وعياً عميقاً بأهمية الصحة النفسية للطفل حيث لا تقتصر القصة على الكلمات فقط بل تتجلّى الرسومات التي أبدعتها الكاتبة بيديها كمرآة لمشاعر الطفولة وتقلباتها في كل لون وخط، انها رسالة نفسية وتربوية وعاطفية، تسهم في مساعدة الطفل على فهم ذاته نفسياً والتعبير عن أحاسيسه بصدق وأمان، كما استطاعت الكاتبة أن تدمج الفن بالسرد القصصي بطريقة تُحفّز الطفل على التصالح مع مشاعره والتعامل معها بإيجابية ووعي، بعيداً عن الكبت أو التهميش، فكتاب " مشاعري " ليس مجرد قصة تُقرأ بل تجربة نفسية وفنية راقية، تُرسّخ أهمية الإنصات العاطفي للطفل، وتمكينه من أدوات الفهم والتعبير في زمن تتعاظم فيه الحاجة للاهتمام بصحته النفسية كركيزة أساسية في بنائه وتطوره .