مر اليوم العالمى لحرية الصحافة أمس وقد غطته رائحة الدم ولعلعة البارود بعد أن قتلت اسرائيل 200 صحفى فلسطينى خلال عدوانها على غزة. وتزامن مع تهديد ترامب لحرية الصحافة فى بلاده حتى انها تراجعت مرتبتين فسبقتها سيراليون، بعد هجمات ترامب اليومية على الصحفيين وتهميش دورهم بفعل العداء المتنامى فى البيت الابيض لكل من ينتمى للمهنة. وخلال 100 يوم فقط من حكم ترامب شددت لجنة حماية الصحفيين على أن حرية الصحافة لم تعد حقا مكتسبا بأمريكا. واذا كان هذا هو الوضع بأمريكا المزعومة بانها زعيمة حرية الصحافة بالعالم، فكيف يكون الحال فى باقى الكون؟! آنيا أوسترهاوس المديرة التنفيذية لمنظمة «مراسلون بلا حدود» تؤكد ان أكثر من نصف سكان العالم يعيشون الآن فى دول يصنف فيها وضع حرية الصحافة بأنه خطير للغاية وليس هذا فقط هو التحدى الرئيسى للصحافة، بل ظهر عامل جديد يهددها وهو الذكاء الاصطناعى، لذلك تقام الفعالية الرئيسية لليوم العالمى لحرية الصحافة بعد غد فى بروكسل تحت شعار: «التغطية فى عالم جديد جرىء، تأثير الذكاء الاصطناعى على حرية الصحافة والإعلام». وتركز الفعالية على التأثير المتسارع للذكاء الاصطناعى. فهذه التكنولوجيا لم تعد فقط وسيلة لتسريع العمل الصحفى بل أصبحت جزءًا من منظومة إنتاج الأخبار من خلال تحسين أدوات التحقيق الصحفى وإنشاء المحتوى، وتسهيل عمليات التحقق من المعلومات، بجانب إمكانية الوصول لجماهير متعددة اللغات وتحليل البيانات بدقة أعلى. لكن رغم هذه الفوائد يطرح الذكاء الاصطناعى تحديات متعددة، أبرزها انتشار الأخبار المضللة والمزيفة التى تُنتجها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتنامى استخدام تقنية «التزوير العميق» والتمييز الخوارزمى فى تنظيم المحتوى والرقابة الرقمية التى قد تهدد سلامة الصحفيين. كما يثير اعتماد الذكاء الاصطناعى تساؤلات حول عدالة تعويض الصحفيين عن توفير وظائفهم بل واستمرار المؤسسات الإعلامية نفسها فى المستقبل. أفيقوا.