هى فى عمر الزمن أعداد لا تُذكر، كما أنها لا تمثل فى إطار ولاية أربع سنوات لا تمثل شيئا، ولكن العادة جرت على إنها دائماً مناسبة للتقييم للفائز بالرئاسة فى أمريكا وغيرها، كما أن الأمر اختلف أيضاً إذا تعلق الأمر برئيس مثل دونالد ترامب فهو من خارج الطبقة السياسية المستقرة فى أمريكا ودخل السياسة من باب الاستثمارات العقارية، فقد لا يكون له مشروع سياسى واضح وليس له أيديولوجية معينة.. وإن كان ينتمى إلى الحزب الجمهورى، حيث أُعيد انتخابه وبفارق كبير فى الانتخابات الأخيرة للمرة الثانية بعد أن أخفق لأسباب عديدة فى استمراره فى انتخابات 2017. عاد بقوة من جديد وساهم أيضاً فى إحراز حزبه الجمهورى فى انتخابات الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب مما وفر له وسائل دعم نيابى سهل له تمرير فريقه الرئاسى ولم يتم رفض أى من مرشحيه لتولى المناصب الكبرى. مائة يوم خلقت حالة غير مسبوقة من التوتر فى العالم لم تقتصر على منطقة واحدة أو قارة بعينها ولكنها امتدت إلى قارات الدنيا ويبدو أنها ستستمر طويلاً طوال سنوات إدارته، فنحن مع رئيس يفكر خارج الصندوق وأحياناً خارج المنطق بدأ منذ اليوم بطرح أفكار من عينة ضم دول مثل: كندا والاستيلاء على قناة بنما، لا يفكر بمنطق احترام أو تقدير تحالفات بلاده التقليدية، فقد كان صدامه الأول مع الشريك التاريخى له منذ أربعينيات القرن الماضى فى أوروبا، حيث تسبب فى حالة إرباك غير مسبوقة فى دول القارة عندما طالبها بدفع أثمان حماية واشنطن لها طوال الحقب الماضية ودفعها دفعاً إلى البحث بشكل جدى عن زيادة إنفاقها الدفاعى، مما أثر فى بعض الدول على موازنتها ومخصصات التعليم والتضامن الاجتماعى ولمس وتراً حساساً عندما انحاز إلى روسيا والرئيس بوتين فى معركته فى أوكرانيا مما أثار حالة من الخوف والرعب لدى أوروبا التى تخشى من روسيا بوتين إذا خرج منتصراً أو بتحقيق أهدافه بوقف إطلاق النار. اقرأ أيضًا | غضب في الكونجرس بسبب تسريب سري لإدارة ترامب حول ضرب الحوثيين لم تتوقف معاركه عند ذلك، فقد أثار حالة من القلق اجتاحت كل دول العالم عندما أعلن فرض رسوم جمركية على كل دول العالم والتى لم يفلت منها أحد وبنسب مختلفة، فمثل الأمر خروجاً على الاتفاقيات الاقتصادية المُوقعة بين بلاده ودول العالم، فأصبحنا أمام ملامح حرب تجارية ليس فيها رابح، فالكل خاسر بعد حالة الكساد وانهيار معدلات التنمية ودفع كل دولة إلى الدخول فى مباحثات ثنائية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ووعد العالم بدور فى إنهاء الصراعات والحروب، فإذا به يدخل معركة مباشرة مع الحوثى وبمفرده دون مشاركة أحد كان الحال فى عهد إدارة بايدن التى نجحت فى تشكيل تحالف تحقيق الازدهار بمشاركة دول العالم كلفت الإدارة الأمريكية مليار دولار حتى الآن، دون تحقيق هدفه فى النيل من قدرات الجماعة ودخل فى مفاوضات صعبة مع إيران رغم أن انسحابه من الاتفاق النووى فى نهاية عهده دفع طهران إلى عدم الالتزام بنتائجها واستخدم معها سياسة الجزرة أحياناً والعصا بشكل شبه دائم.. حتى العدوان على غزة لم ينجح حتى الآن فى فرملة حكومة نتنياهو، بل دخل بأفكار تهجير أهالى القطاع فى حالة من الخلافات مع دول العالم. كل ذلك كان ثماراً مرة فقط لمائة يوم، فماذا عن بقية سنوات ولايته؟ الإجابة صعبة وقد تكون مستحيلة.