لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصاب موسم الأهلى المدجج بصفقات بملايين ضخمة ونجوم سوبر ستارز بهذا الصفر الكبير الذى لا يليق باسم وقيمة وشعبية وجماهيرية قلعة البطولات والألقاب والانجازات؛ وهو نفس الحال الذى يعانى منه الزمالك تقريبا.. صدمة كبيرة أن يعانى عنوانا الكرة المصرية من هذا الضعف والهوان؛ ويتراجعا بهذا الشكل الذى يدعو للقلق؛ ويحتاج أن نتوقف أمامه كثيرا؛ ربما يلتمس الكثيرون الأعذار لما يحدث فى الزمالك؛ كونه فى محنة مالية مريرة يعانى منها على مدار سنوات، وهو ما دفع مجلسه المنتخب برئاسة الكابتن حسين لبيب رئيس مجلس الإدارة إلى التفرغ للوفاء بالمتطلبات الضرورية التى يحتاجها النادى من أجل أن يتنفس، ولا يخفى على أحد سداد مجلس لبيب لنحو مليار و200 مليون جنيه مستحقات وديون - ورثها من سابقيه - فى أقل من عام وهو رقم ضخم فى معادلة وسباق توفير الموارد لخوض معارك الميركاتو وتجهيز فريق متكامل. أما الأهلى فإن المراقبين للأحداث يرون المشهد متغيرا؛ فهو ناد مستقر، وخزائنه ممتلئة بالأموال، ولديه وفرة وسيولة كفيلة بوضعه كتفا بكتف مع الأندية العالمية الكبيرة. وبالنظر إلى الأحداث التى قادت الأهلى الكبير إلى المربع صفر نجد أن لكل حدث سلبى حديث وأسباب قادت إلى حدوثه، الأهلى رفع شعار : «الانسحاب « وهو مصطلح يراه الكثيرون غريب على مسامعهم، وكانت البداية مع انسحابه من المشاركة فى بطولة كأس مصر الموسم الماضي، وهو ما تسبب فى حرمانه من التواجد فى بطولة كأس مصر فى نسخته الجديدة ففقد أول بطولة؛ ثم قرر خوض بطولة كأس عاصمة مصر بالبدلاء والشباب، وهو قرار يراه أرباب كرة القدم خاطئا، لأنه جرد البطل من أسلحته وأضعفه حتى أنه ودع البطولة فى المركز الأخير وبرصيد صفر من النقاط، ليفقد الأهلى ثانى بطولاته محليا، وفى بطولة الدورى استمر فيروس الانسحاب ملاصقا للأهلى وسط اندهاش عشاقه ومريديه عندما قرر فجأة الانسحاب من أمام منافسه التقليدى الزمالك فى لقاء القمة وهو الأمر الذى أفقده 3 نقاط مما فتح الطريق إلى بيراميدز المتصدر لتوسيع فارق النقاط إلى أربعة ولا يزال حتى الآن مهدد بخصم 3 نقاط جديدة أسوة بما حدث مع غريمه الزمالك الذى عوقب بخصم 6 نقاط عندما انسحب من القمة فى وقت سابق، وهو ما يعنى خسارته بطولة الدورى نظريا وربما يتراجع للمركز الثالث فيها عندما يفقد النقاط الثلاثة المحتملة، وهذا يعنى أن الأهلى لن يشارك فى دورى أبطال أفريقيا القادم، بعدما ودع البطولة منذ أيام وخرج أمام صن داونز من الدور قبل النهائي، إلا إذا حدثت المعجزة الكروية .. الآن الأهلى مطالب بالعودة سريعا والنهوض من المربع الصفري؛ وهذا لن يحدث إلا من خلال دراسة عقلانية لأسباب الانهيار والنتائج المخيبة للآمال التى لم يتعود عليها هو ولا جمهوره؛ وكذلك مطالب بإعادة النظر فى بعض الأسماء التى صدرت له المشاكل وأدخلته فى منطقة الصراعات الوهمية وأبرزها الأزمة التى أثيرت اعلاميا بلا لزمة بخصوص تطبيق بند الثمانى سنوات فى التعديلات المحتملة بقانون الرياضة؛ رغم أن مجلس النواب جهة الاختصاص لم يعلن أى قرارات رسمية بشأنها .. بانتظار عودة الأهلى والزمالك معا، فلا طعم لكرة القدم بدونهما.