يوم الأربعاء الماضى وجهت السلطات الأردنية ضربة قاصمة لجماعة الإخوان فى خطوة تصعيدية عقب اعتقال 16 من أعضائها بتهم تتعلق بتهديد الأمن القومى وتدريب مسلحين وتصنيع متفجرات والتخطيط لتنفيذ هجمات باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة.. الأردن كشفت أنشطة الجماعة العابرة للحدود ، الأمر الذى فرض على السلطات اتخاذ هذه القرارات الحاسمة ضد الجماعة منذ تأسيسها بالمملكة عام 1946.. وزير داخلية الأردن مازن الفراية أعلن حل الجماعة وحظر كل أنشطتها وإغلاق مقارها ومصادرة أملاكها.. ما فعلته الأردن ضد الإخوان يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك صواب قرار القاهرة التى سبقت الجميع وصنفت الجماعة جماعة إرهابية وحظرتها بعد أن لفظ الشعب المصرى ممارساتها الدموية والإرهابية وأسقطها بعد عام واحد فى الحكم بعد خروج ملايين المصريين للشوارع والميادين فى ثورة 30 يونيو مطالبين بإسقاط حكم المرشد.. قرار الأردن زلزل كيان الجماعة فى الأردن وتنظيمها الدولى فى تركياولندن ويعد ضربة جديدة للجماعة التى تعانى التفكيك والتشرذم فى أكثر من دولة مما يشير إلى دخولها مرحلة أفول حقيقية أفضت إلى انهيار بنية تنظيمها الدولى العابر للحدود. فالواقع يؤكد أن الجماعة تعرضت لضربات موجعة فى مصر وتونس والمغرب وموريتانيا والسودان ودول الخليج وأخيراً فى الأردن. المثير أن قرار الأردن جاء بعد يوم واحد من مطالبة حركة حماس للسلطات الأردنية بالإفراج عن 16 إخوانيا اتهمتهم الأردن بالتخطيط لتفجير البلاد رغم أن التحقيقات أثبتت ضلوعهم فى ذلك. أبواق التنظيم الدولى للإخوان فى تركياولندن أثارت تساؤلات حول تأثير ذلك على وضع الجماعة فى مصر.. نقول لهم إن جماعة الإخوان فى أى دولة ولدت من رحم الجماعة الأم فى مصر وكل ما يصيبها فى أى مكان ينعكس على وضعها المتردى بمصر التى تلقت فيها أولى ضرباتها أمنيًا ثم سياسيًا وشعبيًا فى مصر. لقد أعلنت مصر مرارًا وتكرارًا أن تنظيم الإخوان انتهى ولا سبيل لعودتهم، وكل ما يثار من أحاديث عن مصالحة لا أساس له فى الواقع لأن الشعب لم ولن يقبل بذلك.. الكل يدرك أن التنظيم الدولى للإخوان يعانى من انشقاقات وتحول إلى ثلاث جماعات هى تيار إسطنبول، وتيار لندن، وتيار الشباب الذى فقد الثقة فى قياداته المودعين بالسجون ويحملهم المسئولية عن كل ما حدث.. الواقع يقول إن الإخوان إلى زوال لكن بالتأكيد الحذر واجب من خلاياهم النائمة التى تتحين الفرصة .