أكدت منظمة العمل العربية، أن الحق في بيئة عمل آمنة وصحية يُعد من الحقوق الأساسية للعاملين، وعاملاً محورياً لتحقيق العمل اللائق ودعم مسارات التنمية المستدامة. اقرأ أيضاً| مؤتمر العمل العربي يشكر الرئيس السيسي على رعايته للدورة ال51 يأتي ذلك في إطار حرص المنظمة، والتزامها المتواصل بتعزيز بيئات العمل الآمنة والصحية في الدول العربية، وبمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية الذي يصادف 28 أبريل 2025. وأوضحت منظمة العمل العربية، في بيان لها، أن التطورات التكنولوجية السريعة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، أفرزت واقعاً جديداً في سوق العمل، حيث باتت هذه الابتكارات تتيح فرصاً واعدة لتعزيز شروط العمل والسلامة المهنية، لكنها في الوقت ذاته تفرض تحديات حديثة تتطلب مواجهتها بسياسات وتشريعات متطورة، توازن بين استثمار التكنولوجيا وحماية العاملين من المخاطر المستجدة. وتابعت في بيانها: انطلاقاً من شعار هذا العام الذي يبرز أهمية الابتكار التكنولوجي في مجال السلامة والصحة المهنية، تسلط منظمة العمل العربية الضوء على الأدوار المتنامية للأدوات الرقمية الحديثة، مثل الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، وأنظمة التنبؤ بالحوادث، والمحاكاة الافتراضية، في تعزيز التدابير الوقائية والحد من الإصابات المهنية، وتؤكد المنظمة على مجموعة من الأولويات الاستراتيجية لتعزيز الصحة والسلامة المهنية في العصر الرقمي، أبرزها: إعتماد مقاربة تشاركية في إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل بيئات العمل، تضمن إشراك ممثلي العمال في جميع مراحل التطوير والتنفيذ والتقييم. بجانب تحديث التشريعات الوطنية لمواكبة التغيرات المرتبطة بأنماط العمل الجديدة والمخاطر الناشئة، بما يشمل الإجهاد التقني والمخاطر النفسية والاجتماعية، ودمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة إدارة السلامة والصحة المهنية مع مراعاة معايير الخصوصية وحماية البيانات، ونشر ثقافة الوقاية من خلال تنفيذ حملات توعوية شاملة تستهدف مختلف فئات القوى العاملة، مع إيلاء اهتمام خاص للعاملين في الاقتصاد غير الرسمي والعاملين عبر المنصات الرقمية. وتعزيز الحوار الاجتماعي الثلاثي كوسيلة لصياغة سياسات استباقية تواكب تحديات الرقمنة وتحمي حقوق العمال، وتطوير برامج التدريب المهني باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، خصوصاً في القطاعات عالية الخطورة، مع مراعاة احتياجات السياقات العربية، وتشجيع الابتكار التكنولوجي في القطاعات ذات المخاطر المرتفعة للحد من الحوادث وتحسين بيئات العمل. وثمنت منظمة العمل العربية، المبادرات الرائدة التي أطلقتها العديد من الدول العربية في مجال تحديث تشريعات العمل وتعزيز أنظمة إدارة السلامة والصحة المهنية في ظل التحول الرقمي، وتدعو إلى تعزيز آليات التعاون الإقليمي والدولي وتبادل الخبرات لمواكبة التحولات المتسارعة في عالم العمل. وفي هذه المناسبة، تؤكد المنظمة مجددًا التزامها الكامل بمواصلة دعم الدول الأعضاء في تعزيز ثقافة الوقاية، وترسيخ أسس العمل اللائق والصحي، تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة ورؤية مستقبلية لعالم عمل أكثر أماناً وشمولاً.