فى حوار إخبارى سريع، على هامش مشاركته فى افتتاح مهرجان الشارقة القرائى للطفل، أجاب د. أحمد هنو وزير الثقافة على العديد من التساؤلات التى شغلت الساحة الثقافية والفنية مؤخرًا، قال الوزير إن العمل جارٍ الآن على إعداد لائحة جديدة للمجلس الأعلى للثقافة، وإن من بين ملامحها تقليص عدد اللجان من 24 لجنة الى 20 فقط، إحداها لجنة للذكاء الاصطناعى، وقال الوزير إننا ما زلنا نعمل على تشكيل «لجنة الدراما» وسوف تضم فى عضويتها مخرجين ومنتجين وكُتاب سيناريو، وقامات كبيرة وأصحاب خبرة طويلة، إلى جانب ممثلين للنقابات، وكل هؤلاء مضافون إلى اللجنة التى صدرت من خلال رئيس الوزراء.. وأكد أن اللجنة ستعقد أول اجتماعاتها بتشكيلها الكامل الجديد يوم الثلاثاء المقبل.. وقال هنو إن الوزارة تفكر بجدية فى عودة معرض كتب الطفل منفصلًا فى أرض المعارض القديمة فى مدينة نصر، وإنه يدرس انشاء «بيت للرسوم المتحركة» على غرار بيت العود لإحياء هذا الفن المهم للأطفال، وقال إن هناك ثلاثة مشروعات ثقافية كبرى ستخرج للنور قريبًا بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة.. وفيما يلى نص الحوار. اقرأ أيضًا | النسخة ال16| وزير الثقافة يشارك في افتتاح مهرجان الشارقة القرائي للطفل ومؤتمر «الرسوم المتحركة» شاركت فى افتتاح معرض الشارقة القرائى لكتب الأطفال، والتقيت بسمو حاكم الشارقة.. هل يمكن أن تطلعنا على ما دار خلال اللقاء؟ الشيخ د. سلطان القاسمى محب لمصر بشكل كبير ولديه انتماء وإخلاص شديد جدًا للثقافة المصرية، كما أن له باعًا وتاريخًا طويلًا فى دعم المصادر الثقافية فى مصر، كما شارك فى عمل بنية تحتية واسهامات فى العديد من المجالات الثقافية فى مصر. وقد تناول لقائى مع سموه سبل دعم العلاقات المصرية الإماراتية وتحدثنا حول طموحاته الثقافية فى الفترة المقبلة ولدينا طموح كبير فى تعزيز تلك العلاقات، كما أن لدينا ثلاثة مشاريع ثقافية ضخمة فى حال اكتمالها سوف تكون إضافة حقيقية للحياة الثقافية المصرية. فرصة أن نسألك عن قصور الثقافة، فهى دائمًا الهم الأول لكل وزير للثقافة. انتهجنا فى وزارة الثقافة سياسة جديدة بأن نتحرك فى جميع أقاليم ومحافظات مصر بشكل أفقى، وعبر عدة وسائط، وهو أمر بدأ يؤتى ثماره، والأهم بالنسبة لنا الآن أن نخرج بالثقافة المصرية من مستوى الوطن إلى مستوى الإقليم العربى بالكامل، لذلك اصبحت هناك فى الفترة الأخيرة حركة قوية ورواج للثقافة المصرية داخل الإمارات والمغرب وتونس وقطر والبحرين وعمان والسعودية، وهو ما ينعكس فى نشر الهوية المصرية لما لها من تاريخ عريق. شاركت على هامش مهرجان الشارقة القرائى، فى افتتاح الدورة الثانية من مهرجان الرسوم المتحركة بالشارقة، وهو مجالكم الأكاديمى.. فما الذى تستطيع مصر أن تقدمه خلال المرحلة المقبلة فى هذا المجال؟ الرسوم المتحركة، مثلها مثل الإنتاج التليفزيونى بالضبط، فيها جانب إبداعى وفنى، ولكنها تحتاج الى لإعلان التسويق، وبدونهما يكون الأمر صعبًا جدًا، وأنا كنت من الجيل المحظوظ الذى عمل مع الدكتورة الراحلة منى أبو النصر، وكنت مساعد مخرج معها فى مسلسل «بكار» وكان الجانب التسويقى يقع على عاتق اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعندما انفصلت تلك العروة أصبح الجزء التسويقى غير موجود، وبالتالى لم تعد الفضائيات المصرية تنتج مثل هذه الأفلام، وأصبح الأرخص لها أن تأتى بالفيلم الأجنبى وتقوم بعمل دوبلاج له فى احدى الدولة العربية ثم تعطى حق الأداء العلنى، ونحن كوزارة ثقافة قمنا فى فترة معينة سابقة بإنتاج عدد كبير من الأفلام تتبع الهيئة العامة لقصور الثقافة، ولدينا طموح آخر نبدأ من جديد، نظرًا لأنه لم يعد هناك تواصل بين الصناع أنفسهم ومع الجهة الانتاجية. هل تستطيع وزارة الثقافة أن تنتج أفلام كارتون؟ بالطبع، ولكن فى حدود معينة، من الممكن أن ينتج المركز القومى للسينما والذى سيكون له مدير جديد خلال الفترة المقبلة، عددا من الأفلام الوثائقية مع الرسوم المتحركة، ولكن الأهم هو تسويقها فى القنوات المصرية وهو ما يضمن لها الاستمرارية، إلى جانب رغبتنا فى عودة ملتقى الرسوم المتحركة بقوة شديدة، وهناك فكرة نقوم بدراستها خلال الفترة الحالية من خلال قطاع صندوق التنمية الثقافية بعمل بيت للرسوم المتحركة على غرار بيت الشعر والعود، ولن يقتصر دوره على مجرد عملية لإنتاج الرسوم المتحركة ولكن استقطاب خبرات شابة لتدريبهم وإعطائهم دبلومات متخصصة فى كتابة السيناريو، حيث إننا فى مصر ليس لدينا كاتب سيناريو للرسوم المتحركة، والتى تعتمد فى بنائها على الحركة أكثر من الحوار، والحركة تعبر عن الحالة النفسية للشخصية، ففكرتها بسيطة ولكن رسالتها قوية، ولدينا مشكلة أيضًا فى ابتكار الشخصية بالإضافة الى المفاهيم الفنية التى نأتى بها من الخارج فلا توجد رسوم متحركة مصرية، فعلى سبيل المثال ليس لدينا شكل للحارة المصرية فى أفلام الكارتون، إلى جانب الشق التكنولوجى الذى يتطور سريعًا، حتى المتلقى نفسه يتغير، فإذا شاهد طفل اليوم مسلسل بكار فلن يعجبه، ولهذا فكرت فى إنشاء «بيت للرسوم المتحركة» لمواكبة العصر، والذى سيكون للتدريب أولًا ثم بعد ذلك من الممكن أن يدخل فى اعمال الإنتاج. بمناسبة الحديث عن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى.. ما خطة الوزارة لتحفيز الشباب على القراءة وجذبهم بعيدًا عن شاشات المحمول؟ نحن الآن فى طور الانتهاء من اللائحة الجديدة للمجلس الأعلى للثقافة، التى لم يتم تجديدها منذ 5 سنوات، وهو ما يجعله لا يقوم بدوره، فنحن غيّرنا رؤية المجلس ورسالته وبالتبعية ستكون هناك لائحة جديدة والتى كانت تتضمن 24 لجنة متخصصة، وسيتم تقليصها ل 20، منها لجنة للذكاء الاصطناعي، وسوف يكون من مهامها إيجاد كيفية تطور هذا الأمر فى الوسائط المختلفة، بحيث يأخذ كل قطاع توصية تخصه لتنفيذها، وستكون تلك التوصيات ملزمة، ولها قوة تطبيقية على أرض الواقع، فمن خلال تلك اللجان نستطيع أن نعمل قدرات تنفيذية للمجال، ولكن يبقى المحرك الثقافى لذلك المجال الناس أنفسهم، فوزارة الثقافة لم تكن عبر تاريخها محركًا ثقافيا، وإذا أصبحت كذلك سيكون هناك ضرر كبير على المواطنين، ولكن الوزارة تستطيع تقديم الدعم فى شتى مجالات الإبداع بعد موافقة اللجان المتخصصة، ليتم وضعه بعد ذلك فى دورته الإنتاجية، وإذا أردنا ان نلخص ذلك فنقول: «الثقافة من الناس وتذهب للناس». بمناسبة وجودنا الآن فى معرض لكتب الطفل، لدينا جناح مخصص للطفل فى معرض القاهرة الدولى للكتاب.. فمتى يعود معرض كتب الطفل منفصلًا وقائمًا بذاته كما كان؟ بالفعل نعمل على إعادة إطلاق معرض كتاب الطفل فى أرض المعارض القديمة بمنطقة مدينة نصر، وفى حالة نجاحه فليس هناك ما يمنع من تنظيمه بجميع المحافظات، كما أن هناك مقترحا بأن يكون المعرض فى أية محافظة من محافظات الجمهورية: بورسعيد أو الأقصر أو الإسماعيلية أو مرسى مطروح، على سبيل المثال. فيما يخص لجنة الدراما هناك كثير من اللغط.. نريد توضيح طبيعة عمل اللجنة والتشكيل الخاص بها؟ حتى الآن، نحن نعمل على تكوين اللجنة وستضم فى عضويتها مخرجين ومنتجين وكتاب سيناريو ومؤدين على درجة عالية من الحرفية، وهؤلاء مضافون على اللجنة التى صدرت من خلال رئيس الوزراء، وتلك اللجنة ليس هدفها هو عملية تقييم فنحن مع الحرية والإبداع، ولكن التوجه لدينا عن الجماليات فى الفن، فكل فن فى العالم جميل حتى إذا تم انتقاده، ولكن هل الدراما ليست نسيجا من كل انواع الفنون الأخرى؟ لماذا نحب أم كلثوم؟ لأنها كانت جزءا من طبيعة الحياة خلال فترة حياتها، كما أننا عندما نشاهد الحارة الشعبية بالأعمال القديمة نراها جميلة لأن أساسياتها جميلة سواء من خلال اللغة أو الموسيقى المصاحبة للعمل وشكل الحارة نجدها مستمدة من أعمال محمود سعيد، وملابس تشبه ما رسمه محمود بيكار، فهى سلسال واحد، ولهذا نبحث عن الأشياء الجميلة فى المجتمع لتسليط الضوء عليها، وليس نقدا للدراما، أو تحديد معيار، ولكن الفكرة فى التناول، وعبقرية الفنون فى إخراج أفكار مميزة، وتكون نسيجا من كل جماليات أدبيات الفنون المختلفة، فأجمل ما فى مصر هو التنوع. ما أقرب اجتماع لتلك اللجنة؟ سوف يتم عقد أول اجتماع لهذه اللجنة يوم الثلاثاء المقبل، وسوف تضم قامات كبيرة وأصحاب خبرة طويلة، إلى جانب ممثلين للنقابات، ولم ننس أحدا، لتحقيق الهدف المنشود. مع قرب افتتاح المتحف المصرى الكبير، وهو مشروع دولة، ما دور وزارة الثقافة فى التعريف بهذا الصرح الكبير؟ بكل تأكيد المتحف المصرى الكبير هو حدث كبير، ولكن الأهم، هو ما بعد الافتتاح، والاستراتيجية المستقبلية، وحتى تصل فكرة وأهمية المتحف للشعب المصرى يجب أن يتم عرض أساطير وحكايات الحضارة المصرية القديمة بشكل مبسط، من خلال سلسلة من المحاضرات والندوات لرفع الوعى وبيان أن المتحف ليس مجرد مبنى يحتوى على مجموعة من القطع الأثرية بل هو جزء من هوية كل مصرى، ولدينا تجربة رائعة وناجحة فى إلقاء الضوء على الأعلام الثقافية فى مصر، مثل ما تم تنفيذه للاحتفال بالروائى العالمى نجيب محفوظ، بجميع المحافظات المصرية، وفى مترو الأنفاق، إلى جانب ندوات وفعاليات مكثفة من أجل أن ينتبه الطفل ويبدأ فى البحث عن الكاتب الكبير وقراءة أعماله.