من الغريب أن تتسع قاعدة المعارضة الإسرائيلية فى الداخل وتطالب بوقف الحرب على غزة ليس بدافع الإنسانية أو يقظة الضمير أو الشفقة على الضحايا من النساء والأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيون، وإنما بهدف إعادة الرهائن فى قطاع غزة حتى لو كان الثمن وقف العدوان الهمجى على غزة والضفة الغربية، ويا له من ثمن باهظ لن يقبل به نتنياهو دفاعا عن منصبه. وقد تزايدت أعداد العرائض الإسرائيلية المطالبة بإعادة الرهائن الإسرائيليين بأى ثمن وتجاوز عدد الموقعين على هذه العرائض حاجز ال120 ألف توقيع حسب ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية منهم جنود الاحتياط فى جيش الاحتلال وذوى الرهائن المحتجزين فى غزة وبعض المحتجزين السابقين المطالبين بوقف الحرب وإعادة رفاقهم المحتجزين لدى حركة حماس.. وهذه المطالبات المفاجئة لا تأتى من باب الإنسانية فهم بلا أخلاق ولا ضمير وإنما تحركهم مصالحهم الشخصية ورغبتهم فى وقف الحرب للإفراج عن ذويهم، وفى حين شهد الرهائن الذين أفرجت عنهم حماس بحسن معاملتهم حتى أن أحد الرهائن قبَّل رأس الحمساوى عند الإفراج عنه فى مشهد نقلته أجهزة الإعلام العالمية نجد أن السجناء الفلسطينيين يلقون أسوأ معاملة فى المعتقلات الإسرائيلية حيث يلاقون أشد أنواع التعذيب والتجويع بما يفوق معتقل جوانتانامو الأمريكى الشهير، وتتواصل الغارات الهمجية اليومية على قطاع غزة والضفة الغربية ويتساقط مزيد من الشهداء والمصابين كل يوم أمام اعتراض عالمى لا يجدى أمام التأييد الأمريكى المطلق الذى يمنح نتنياهو «كارت أبيض» لممارسة أعماله العدائية. وأعلنت منظمة الأونروا أن نصف مليون فلسطينى نزحوا فى قطاع غزة خلال الشهر الأخير فأصبحوا محصورين فى ثلث المساحة ويعانون من أوضاع كارثية وحياة شبه مستحيلة.