الوزير المتفائل رزق، ووزير المالية «أحمد كجوك» يحمل عضوية نادى التفاؤل، وهو ناد حصرى على المتفائلين، وعضويته تستوجب التمسك بأهداب الأمل، وإذا لم يجد المتفائل ما يشرح قلبه بحث عنه فى صيدليات الأمل، وفروعها منتشرة فى بر مصر، لولا المتفائلون لخسرنا معركة الحياة. خلال عرض البيان المالى لموازنة العام المقبل (2025/ 2026) أمام مجلس النواب، زف وزير المالية «أحمد كجوك» خبرا أظنه متفائلا، الحصيلة الضريبية المتوقعة فى 2026/2025 تصل إلى 2٫6 تريليون جنيه، مقابل 2٫02 تريليون جنيه متوقعة فى العام المالى الحالى، بنسبة 13٪ من الناتج المحلى، وهى أعلى نسبة خلال 10 سنوات.. (عدديا المليون مليار تساوى تريليون). زد وبارك، كل مليون جنيه ضرائب زيادة يترجم مليون جنيه خدمات، حصيلة الضرائب لا تذهب سدى، الضرائب تعود على المواطن خدمات صحية وتعليمية وبنية اساسية، وتلبى كافة الاحتياجات حتى المرتبات، الضرائب عمود خيمة الاقتصاد الوطنى. الوصفة الحياتية الناجحة، عنوانها عيش بالامل، وصفة مجربة، والأمل لولاه عليا، من أغانى كوكب الشرق، ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم، «تفاءلوا خيرًا تجدوه»، وثبت عنه الحبيب كان يعجبه الفأل والفأل هو الكلمة الطيبة، عن أنس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبنى الفأل الصالح، الكلمة الحسنة» متفق عليه، والطيرة هى التشاؤم. اقتصاديا أرقام الوزير كوجك تحض على التفاؤل، مستهدف 3٫9 تريليون جنيه فى العام المالى «2027/ 2028» و4٫7 تريليون جنيه فى 2028/ 2029، مدفوعة بتحسن النشاط الاقتصادى والميكنة وتوسيع القاعدة الضريبية. فوق القاعدة الضريبة نتوقف هنيهة، نأخد نفس عميق، شهيق، ما تبذله السيدة «رشا عبد العال» رئيس مصلحة الضرائب والذين معها، فى توسيع القاعدة الضريبية جهد مشكور، وتوفرها على إقناع المجتمع الضريبى بأداء ما عليه من التزامات وطنية بطرق احترافية، مقنعة، محترمة، تقدر الممول وتنزله منزلا كريما، نرفع لها القبعة التى لم نرتدها بعد. الحملات الترويجية الضريبية، وعنوانها « إحنا ولا النهارده «تترجم بالضرورة وتلقائيا توسيعا فى القاعدة الضريبة التى تعول عليها وزارة المالية فى تحقيق مستهدفاتها المتفائلة.. صحيح، لايزال الوقت مبكرا لإعلان حصاد العام الضرائبى، موسم الحصاد لتوه بدأ مع نهاية مارس، لكن التفاؤل مطلوب، وكما يقولون الغرس الوفير حصاده وفير، وحملات المصلحة خلال عام مضى كانت مشجعة، وعليه تنبنى توقعات الحصاد المتفائلة التى تحدث بها الوزير المتفائل فى مجلس النواب. بمناسبة الوزير المتفائل، لا يعجبنى الوزير المتشائل، المتشائل من عنوان رواية من تأليف الروائى الفلسطينى «إميل حبيبى» صدرت فى العام 1974. التشاؤل صفة بين بين، تبتعد بمسافة عن التشاؤم، وتقترب بنفس القدر من التفاؤل، وفى الأخير يقولون «إشاعَة الأمل صنعة»، وفى زمن العسرة، مستوجب إشاعة الأمل، فلتأخذ حكومة الدكتور مدبولى بناصية الأمل. مستوجب ظهورات متوالية وكثيفة من وزراء نادى التفاؤل، كل فى مجاله، ومطلوب ظهورات لرئيس الحكومة متسلحا بالأمل، ما يمكننا من عبور الأزمة الاقتصادية التسلح بالأمل، ما يترجم إلى اطمئنان، إذا سرت روح التفاؤل بين الناس، تترجم عودة الروح، وروح المصريين عالية دوما. الحكومة تحتاج إلى نقلة معنوية فى خطابها الجماهيرى، نقلة من مرحلة الحذر والتحوط وتخفيف الأحمال، إلى مرحلة إشاعة الأمل.. وهذا هو المراد من وزارة الأعمال الشاقة فى بنية الاقتصاد الوطنى.