استراتيجية الردع ليست مجرد استعراض للقوة، بل هي منظومة دفاع متكاملة تهدف إلى حماية الأمن القومي دون الدخول في صراعات مباشرة. تتبنى مصر هذه الاستراتيجية بشكل متوازن يدمج بين امتلاك السلاح، وبناء القدرات البشرية، والتفوق الاستخباراتي، مع الحفاظ على سياسة عقلانية تردع أي تهديد دون إشعال حرب. في حديث خاص مع اللواء أركان حرب نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق، أوضح أن الردع هو الطريقة الأذكى لحماية الدولة دون استنزاف مواردها. وقال إن تكلفة يوم قتال تعادل ميزانية تسليح دولة لعام كامل، ولهذا تسعى مصر إلى ردع العدو من خلال إظهار القوة لا استخدامها. وأكد أن امتلاك الرافال والمسترال والغواصات الحديثة ليس ترفًا، بل رسالة استراتيجية موجهة لكل من تسوّل له نفسه المساس بالأمن القومي المصري. لماذا تجري مصر مناورات عسكرية مع العالم؟ أشار اللواء نصر سالم الى ان المناورات العسكرية ليست فقط تدريبات قتالية، بل أدوات سياسية لعرض القدرات، وتأكيد التحالفات، واكتساب الخبرات حيث تُجري مصر مناورات مشتركة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية (النجم الساطع)، ومع روسيا، والصين، وفرنسا، وغيرها من الدول الكبرى. هذه التدريبات تؤكد جاهزية الجيش المصري، وتكشف للعالم أن مصر تملك قوة قادرة على الردع في البر والبحر والجو. إظهار القوة.. بدون استفزاز وأكد سالم أن استراتيجية الردع المصرية مدروسة بعناية، فهي لا تهدف لإثارة القلق الإقليمي، بل لحماية المصالح الوطنية. هذه المناورات ترسل رسالة مفادها: مصر قوية ومستعدة، دون الحاجة إلى الدخول في نزاع مباشر، ما يجعلها تحقق توازنًا بين الأمن والتنمية.