قال اللواء أركان حرب محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن الموقف الرسمي لمصر قائم على مبدأ حماية الفلسطينيين ورفض تهجيرهم قسرًا، مؤكدًا أن القاهرة تدرك تمامًا خطورة التغيير الديموغرافي في القطاع أو الضفة الغربية، وتأثيره على الأمن القومي المصري. وأشار الغباري في حديثه ل "بوابة أخبار اليوم"، إلى أن التهجير ليس مفهوماً جديداً في الفكر الصهيوني، بل يمثل امتداداً طبيعياً للعقيدة التوسعية الإسرائيلية، حيث تمارس إسرائيل التهجير على الفلسطينيين منذ عقود، سواء في الضفة أو غزة، بهدف إفراغ الأرض وإعادة توطين اليهود المتطرفين فيها. اقرأ أيضا | بإرادة وعقيدة| مساعد وزير الدفاع الأسبق يسرد كيف أعاد الجيش بناء نفسه بعد 67 أوضح أن منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر، تميز الموقف المصري بثبات استراتيجي يتوازن بين دعم الشعب الفلسطيني ورفض التصعيد العسكري، مع التأكيد على رفض تهجير السكان من القطاع باعتباره خطًا أحمر يتجاوز كافة المعايير الإنسانية والسياسية. أضاف، الغباري أن الدولة المصرية تعاملت مع الملف الفلسطيني من منطلق دورها التاريخي والإقليمي كوسيط فاعل يحافظ على الاستقرار، ويرعى المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، ويدعم جهود وقف إطلاق النار. التهجير: أداة صهيونية قديمة بثوب جديد وأشار الغبارى إلى أن التهجير يُعد أحد أبرز أدوات العقيدة الصهيونية، التي ترى في تقليص عدد الفلسطينيين وسيلة لضمان "يهودية الدولة". ويرى محللون أن ما يحدث الآن في غزة يندرج تحت هذا الإطار، حيث تسعى إسرائيل إلى خلق واقع جديد عبر القصف المكثف والتدمير الشامل للبيئة الحاضنة للسكان. ولفت إلى أن مصر حذرت عبر كل قنواتها الدبلوماسية من تداعيات أي محاولة لترحيل السكان، سواء إلى سيناء أو دول مجاورة، مشددة على أن ذلك سيقود إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وتدويل الصراع. التسليح الإسرائيلي وتوازن القوى في المنطقة وأكد الغباري، أن العقود العسكرية التي تدعم بها الولاياتالمتحدة الترسانة الإسرائيلية، تعزز التفوق التكنولوجي للقوات الإسرائيلية، خاصة في مجال الطائرات المقاتلة والصواريخ الدقيقة مشيرا الى ان التسليح المتقدم الذي تتلقاه إسرائيل من الحلفاء يأتى كعامل حاسم. وأضاف أن كسر هذا التوازن يتطلب من الدول العربية، وعلى رأسها مصر، تطوير قدراتها الدفاعية، وهو ما تحقق جزئياً عبر تحديث سلاح الجو المصري والحفاظ على قوة الجيش بالتوازي مع مواجهة الإرهاب داخليًا. مزيج بين السياسة والردع... معادلة مصرية ناجحة أشار إلى أن الموقف المصري الحالي يعكس نضجًا استراتيجيًا يعتمد على مزيج من الردع السياسي، والتحرك الدبلوماسي، والدعم الإنساني، فمصر تدير أزمة غزة بوعي يهدف إلى تفكيك ألغام التهجير، والحفاظ على الأمن القومي، وضمان استمرار الدعم للشعب الفلسطيني دون الانجرار إلى فخ التصعيد المباشر.