عندما تضيق مساحة المنطق .. ثم .. ثم يتراجع رصيد الحُجّة .. يبدأ الطرف الآخر في الهروب إلى الخلف .. إلى مربّع التشكيك والهمس والإساءة .. وكأن تفوق الطرف الأقوى بات عبئًا لا يُحتمل .. فما إن ارتفعت وتيرة الدعم واتّضح صدق مشروع المرشح الاقوي .. حتى اهتزّت حسابات المنافس وارتبك الخطاب .. وبدأت نيران التقليل تطال الزملاء الصحفيين أنفسهم .. لا لشيء سوى أنهم اختاروا الانحياز لصوت النقابة الحقيقي . الطرف المنافس لم يجد ما يواجه به حجم الإنجازات والحقائق .. فبدأ في التشكيك والتقليل .. لا من البرامج فقط بل من زملاء المهنة أنفسهم .. وبلغت بهم السقطة حد الاستهزاء ووصف الصحفيين ب " العواطلية " وانه سيتم تخصيص " طيارة لكل صحفي " .. وذلك لمجرد ان المرشح الاقوي حصل علي امتيازات اقتصادية تخدم الصحفيين وسط شظف الحياة وتحدياتها . أيُّ سقوط هذا ؟ .. وأيُّ استهتار ؟ .. أن تتحوّل الخدمات النقابية المشروعة والمقدمة للزملاء إلى مادة للسخرية .. فتلك ليست حملة انتخابية منافسة .. بل عدوان على كرامة أهل المهنة بأكملهم . إن من يهين الصحفيين اليوم .. لن يدافع عنهم غدًا .. ومن يرى في السعي وراء سكنٍ آمن أو خدمة نقابية مشروعة " لهاثًا " .. لا يمكنه أن يفهم شيئًا عن الكرامة المهنية .. ولا عن معنى أن تكون صحفيًا في هذا الزمن الصعب . أن وصف الصحفيين ب " العواطلية " لمجرد أنهم تفاعلوا مع خدمات نقابية مشروعة ويبحثون عن مخرج من أزمة مهنية خانقة .. فتلك ليست معركة انتخابية .. بل سقوط أخلاقي مدوٍّ .. وإهانة مرفوضة لجيل كامل من المهنيبن الذين حملوا همّ الكلمة في زمنٍ لم يرحمهم أحد . نعم نحن في معركة .. لكنها ليست معركة أشخاص بل معركة مصير .. معركة بين مشروعٍ يعيد للنقابة هيبتها .. ويمنح الصحفيين كرامتهم .. ويرتقي بالمهنة فوق سحب التبعية والابتذال .. وبين أطراف لا تملك إلا الصراخ والغمز والتقليل .. لأنهم ببساطة لا يملكون شيئًا آخر سواه . .. و .. ونحن هنا لا نُهادن .. ولا نبحث عن مجاملة .. بل نرفع راية الصحافة كما نعرفها " حرة .. محترفة .. شريفة .. قادرة على التغيير لا التسول " .. نحن لا نخجل من الزملاء الباحثين عن شقة تضمن لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة .. بل نخجل ممن يرى في ذلك ضعفًا .. بينما الحقيقة أنه دليل صبر وشرف في زمنٍ سقطت فيه معايير الاحترام . ففي هذه اللحظة التاريخية .. لا مجال للعاطفة ولا مكان للرمادية .. إما أن ننحاز لمشروع نقابي واضح .. واقعي .. مُجرّب.. يعرف الطريق ويملك أدواته .. أو نُترك لأصواتٍ لا ترى في الصحفي سوى رقم انتخابي وفي النقابة سوى منصب . واقولها بصراحة : عبد المحسن سلامة لم يأتِ ليُجرّب بل عاد ليُنجز .. مشروعه المهني ليس شعارًا بل خلاصة تجربة نقابية متينة .. خبر الرجل عواصف المرحلة وواجهها دون أن ينكسر .. حمل هموم الصحفيين دون أن يساوم .. واليوم يعود ليُعيد للنقابة صوتها وسط ضجيج المزايدات . من يعرفه .. يعرف أنه لا يرد على الشتائم بالشتائم بل بالمشاريع .. لا يقابل الإهانات بالعبارات بل بالأفعال .. لا يضعف أمام التجريح بل يشتدّ عزمه ويشتعل عطاؤه . لذا فمعركة الصحفيين اليوم ليست على مقعد بل على قيمة .. ليست على اسم سلامة او البلشي بل على مسار مهنة .. والذين يظنون أن التخوين طريق للفوز .. نسوا أن ذاكرة الصحفي لا تنسى .. وأن من اعتاد الكرامة لا ينحني .. فنحن امام لحظة الحقيقة.. ولن تكتبها الشتائم بل سيكتبها الصحفيون علنا في صندوق الاقتراع . عزيزي الاستاذ خالد البلشي .. سيادة النقيب المنتهية ولايته .. السادة أنصاره الموقرون : المعركة لن تُحسم بالصوت المرتفع .. بل بالصوت العاقل .. وبإرادة الصحفيين .. وبخدمات حقيقية ملموسة .. وبمشروع نقابي رصين يعرف كيف يُعيد للنقابة مكانتها .. وللصحفي حقه .. وللكلمة سلاحها الذي صدأ . .. و .. و هذا هو الفارق بين من يملك مشروعًا .. ومن لا يملك سوى الشتائم . كاتب المقال : مدير تحرير بوابة اخبار اليوم