اندلعت حرائق هائلة اجتاحت منطقة بيت شيمش القريبة من القدس، وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم الأربعاء، نتيجة موجة الحر الشديدة وهبوب رياح الخماسين العاتية التي ساهمت في انتشار النيران بسرعة بين المستوطنات الإسرائيلية. ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "معًا"، فإن الحرائق اندلعت في عدة مناطق داخل الأراضي المحتلة، حيث تكافح عشرات فرق الإطفاء منذ ساعات الصباح للسيطرة على ألسنة اللهب التي التهمت الأحراش وتهدد الأحياء السكنية. وأفادت الوكالة بأن الرياح القوية عززت من انتشار الحريق، مما جعل السيطرة عليه أمرًا بالغ الصعوبة. أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي إغلاق الطريق السريع 38 المؤدي إلى القدس، وذلك بعد تفاقم الحريق في بيت شيمش، كما تم إخلاء بلدتي "إشتول" و"مسيلات تسيون" من سكانهما الإسرائيليين حفاظًا على سلامتهم. واضطر العديد من السائقين إلى ترك مركباتهم على الطريق السريع رقم 6 والفرار سيرًا على الأقدام هربًا من النيران التي اقتربت بشكل خطير. ووفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، شاركت أكثر من 50 فرقة إطفاء مدعومة بأربع طائرات ومروحية في محاولات إخماد الحريق الذي اندلع بالقرب من موشاف تاروم، لكن الرياح النشطة أعاقت جهودهم، وتسبب الدخان الكثيف في تدني جودة الهواء في القدس، التي تبعد نحو 25 كيلومترًا عن موقع الحريق. لم تقتصر الخسائر على الأراضي الزراعية والمستوطنات، بل امتدت إلى البنية التحتية، حيث تسبب حريق آخر في تعطيل حركة القطارات بالقرب من منطقة يفنه، مما أدى إلى تأخيرات كبيرة وإلغاء بعض الرحلات. وذكرت القناة 12 العبرية أن الحريق أثر على خطوط الكهرباء، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق. تعمل فرق الإطفاء على الأرض وفي الجو لمنع امتداد النيران إلى مناطق أخرى، وسط تحذيرات من الخبراء بأن استمرار الرياح القوية قد يؤدي إلى تفاقم الوضع، كما أغلقت الشرطة الطريق السريع رقم 6 جزئيًا بالقرب من بلدتي بتاحيا وبديا بعد اقتراب النيران منه. وتُعد هذه الحرائق واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تشهدها المنطقة هذا العام، حيث تُظهر الحرارة المرتفعة والرياح العاتية تفاقم التحديات التي تواجهها فرق الإطفاء في احتواء النيران. وتستمر السلطات في مراقبة الوضع عن كثب، وسط مخاوف من اتساع رقعة الحرائق إذا لم تتحسن الظروف الجوية.