بعد انتهاء بطولتنا الفريدة على أرض سيناء استمتعت بحكايات أبطالنا البواسل فى ملحمة «كبريت» وذلك بعد مرور 25 عامًا فى اليوبيل الفضى لانتصارات «السادس من أكتوبر العاشر من رمضان» واستمعت لحكايات يفتخر بها كل مصرى وتسجل بحروف من نور فى كتب التاريخ العسكرى لتتعلم منها الأجيال الحالية والقادمة . كان حلم أحد أبطالنا وهو بالمرحلة الاعدادية أن يلتحق بالكلية الحربية بعدما وصل لعائلته استشهاد أحد أقاربه فى معركة رأس العش وامتلأت نفسه بحب الجيش وهو فى مدرسته الثانوية العسكرية وبمجرد حصوله على شهادة الثانوية العامة قدم أوراقه للكلية الحربية وكانت الدراسة بها مضغوطة لمدة عامين لتعويض احتياجات قواتنا المسلحة من الكوادر العسكرية .. لم تكن إجازته الأسبوعية بالكلية تكفى لعودته لأسرته فى مرسى مطروح فكان يقضيها مع زميل له يقيم وأسرته بالسيدة زينب ولتفوقه الرياضى تم اختياره بعد تخرجه للانضمام للواء 130 مشاة الأسطول وهو أول لواء تم تشكيله بالسلاح الجديد الذى أسسه الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وكان ضباطه وجنوده من سلاحى المظلات والصاعقة ويتم نقلهم وتحركهم براً وبحراً. ترقى الضابط البطل فى الرتب واحتل مناصب مختلفة وحكى لى وهو برتبة العميد عن قيادته رحلات الموت لتوصيل الامدادات إلى زملائه المحاصرين فى «كبريت» وسط النيران التى يصبها العدو عليهم وقال لى كنت أتى بلنش من الشاطئ الغربى لقناة السويس مربوطا فيه 10قوارب خشبية تحمل الغذاء والامدادات للبر الشرقى لمسافة 3 كيلومترات فى القناة والبحيرات ويعود اللنش فى نفس خط السير بعد تفريغ الحمولة على شاطئ كبريت وأطلقنا عليها رحلة المخاطر لاننا فى مرمى نيران العدو فى رحلتنا ذهابا وعودة وأنا كضابط تخرجت بالكلية الحربية عام 69 والتحقت بسلاح المشاة وكنت وأقرانى نحلم باليوم الذى نأخذ فيه بثأرنا من المحتل لجزء عزيز من أرضنا وهو سيناء .. وكنت وأفراد اللواء 130 مشاة الأسطول عبرقناة السويس مع أول موجة للعبور وصدرت الأوامر لنا باحتلال نقطة كبريت القوية وكانت من أخطر وأصعب النقاط بالمنطقة الفاصلة بين الجيشين الثانى والثالث على البحيرات المرة وتشرف على مطار كسفريت الإسرائيلى .