عبرت موجة خماسينية جديدة أمس من تحذيرات الأطباء من أكل الفسيخ والرنجة وحمص الشام فى شم النسيم، صاحبتها هوجة معتادة من فتاوى دينية تعتبر الاحتفالات بهذا اليوم المصرى الأصيل كفر وفسوق ورجس من عمل الشيطان ، ولم يهتم الشعب المصرى بهذا ولا ذاك ، واحتفلنا أمس بشم النسيم كما اعتدنا كل عام، يوم مليء بالبهجة والفرح، تلوين البيض ، فسيخ ورنجة، فالتحذيرات، يجب أن تركز على الأساليب السيئة فى الاحتفال لا جوهر الاحتفال يجب أن تكون هناك حملة طول العام فى الطب كما فى الفتاوى على إتباع الأساليب العلمية النظيفة فى الطعام والشراب وتطبيق الاشتراطات الصحية فى محلات الفسيخ والرنجة كما فى محلات اللحوم والخضراوات ، بحيث يكون التمسك بالقواعد نظام عمل وأسلوب حياة طول العام ، ولا استغرب أن المصريين لا يلتفتون للفتاوى الموسمية ومهما حذرنا الأطباء والمفتون من الفسيخ .. لا يمكننا الاستغناء عنه فهو عادة توارثناها عن أجدادنا قدماء المصريين وارتبطت بشم النسيم، نلون البيض ونخرج إلى الحدائق لنستمتع بالهواء الطلق وأشعة الشمس الدافئة تجتمع العائلة والأصدقاء. . نفس الطقوس منذ 4500 عيد .. فالبهجة والربيع فى مصر الحضارة حدثًا مقدسًا، احتفالًا بانتصار الحياة على الموت ،مزارعون يخرجون إلى الحقول بعد فيضان النيل، يقدمون البصل والبيض كشكر للآلهة، يغنون ويرقصون ابتهاجًا بخصوبة الأرض، لتنتشر البهجة فى العالم كله ، عيد النيروز فى ايران ، و Easter ، أوروبا ومهرجانات الزهور فى هولندا، وإيطاليا، والهند وفى المكسيك، تتحول الشوارع إلى لوحة فنية من الألوان والزهور.. هم فى الحقيقة يرددون صدى حكايات بدأها أجدادنا على ضفاف النيل لتبقى مصر التى علمت العالم كيف يحتفل بالحياة.. وتستمر الحياة، وكل عام وأنتم بألف خير .