رغم استمرار سعى الوسطاء إلى وقف اطلاق النار فى قطاع غزة، كشف موقع «واللا» الإخبارى الإسرائيلى عن خطوات جديدة يستعد لها جيش الاحتلال فى إطار حربه على قطاع غزة، وذلك فى سياق الضغوط التى تمارسها إسرائيل على حركة حماس» ضمن المفاوضات الجارية. ويستعد جيش الاحتلال الإسرائيلى لعملية توغل كبرى مُستقبلية تتضمن تقسيم قطاع غزة إلى قسمين وتسعى إلى خسارة حماس أكثر من 50% من سيطرتها وإضعاف حكمها، على خلفية فشل مفاوضات صفقة المحتجزين، مُدعيًا أن الضغط العسكرى يُمثل أداة ضغط تهدف إلى إعادة حماس لطاولة المفاوضات. اقرأ أيضًا | جيش الاحتلال الإسرائيلي: تحييد مسلح أطلق النار باتجاه حاجز حومش بالضفة الغربية وتتطلب عملية توغل جيش الاحتلال الإسرائيلى فى غزة تعبئة احتياطيات واسعة النطاق، وتحويل قوات نظامية من قطاعات أخرى مثل لبنان وسوريا والضفة الغربيةالمحتلة. جاء ذلك بعدما لوح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بمزيد من التصعيد. وقال فى خطاب متلفز إنه أصدر تعليمات للجيش بزيادة الضغط على حركة حماس وذلك بعد أن رفضت الحركة اقتراحًا إسرائيليًا بهدنة مؤقتة وطالبت بدلًا من ذلك باتفاق لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن. كما أضاف أنه «رغم التكلفة الباهظة للحرب، فإن إسرائيل ليس لديها خيار سوى مواصلة القتال لحين تحقيق النصر وتحرير الأسرى المحتجزين. فى الوقت نفسه، قال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، إن الدوحة تعمل لإحياء الاتفاق بشأن غزة وملتزمة بذلك رغم الصعوبات. وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية إن بلاده تشعر بالإحباط من بطء عملية التفاوض وهناك أرواح على المحك. من جهته، دعا وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش نتنياهو إلى احتلال كامل لقطاع غزة وإقامة إدارة عسكرية بغزة إذا لزم الأمر وتدمير حركة حماس. وأضاف سموتريتش أن «هذه هى الطريقة لضمان الأمن وهذه هى الطريقة لإرجاع المختطفين بسرعة». فى غضون ذلك، دعا عدى ألكسندر، والد الجندى الاسير فى غزة عيدان ألكسندر، الولاياتالمتحدة إلى إجراء محادثات مباشرة مع حركة حماس لإطلاق سراح الاسرى الإسرائيليين المتبقين، الأحياء والأموات. وقال فى مقابلة مع رويترز «أعتقد أننا بحاجة إلى التحدث معهم بشكل مباشر ومعرفة ما يمكن فعله بشأن ابنى والرهائن الأمريكيين الأربعة الذين لقوا حتفهم وكل الآخرين». وأضاف «يبدو أن المحادثات توقفت، كل شيء عالق، وعدنا إلى ما قبل عام تقريبًا. هذا أمر مقلق للغاية». ورغم الجهود الدولية لتوصل لاتفاق وقف النار، يواصل الاحتلال عدوانه الوحشى على قطاع غزة حيث استشهد 25 فلسطينيًا فى قصف إسرائيلى على عدة مناطق بينها خان يونس ورفح ، فى وقت حذرت فيه منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» من انهيار مستشفيات الأطفال فى القطاع الفلسطينى بسبب استمرار جيش الاحتلال فى منع دخول الأدوية والمساعدات الإنسانية. وأكدت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» أن مستشفيات الأطفال وحديثى الولادة فى قطاع غزة تفتقر إلى معدات طبية، وتعمل فى ظروف بالغة الصعوبة. واكد مدير عام الصيدلة فى وزارة الصحة بغزة على نفاد أكثر من 37% من قائمة الأدوية الأساسية وأكثر من 59% من المستهلكات الطبية. ناشد المنظمات الإنسانية التدخل العاجل لإنقاذ حياة المرضى فى ظل العجز الحاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية. وأعلنت وزارة الصحة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال ال24 ساعة الماضية 44 شهيدًا و145 إصابة، لترتفع بذلك حصيلة العدوان إلى 51٫201 شهيدا و المصابين 116٫869. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، إنها تدير حاليا 115 مركز إيواء موزعة فى مختلف أنحاء القطاع ، تؤوى فيها أكثر من 90 ألف نازح. وحذر عاملون بالمجال الإنسانى من أن المجاعة فى غزة باتت أشد وطأة على السكان من الغارات الجوية . وقالت صحيفة جارديان البريطانية عن منظمة أوكسفام وعاملين بالمجال الإنسانى إن معظم الأطفال فى غزة يعيشون الآن على أقل من وجبة طعام واحدة فى اليوم. وحذّر برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية فى القطاع. وأشار البرنامج إلى أن هذا الوضع الخطير يتزامن مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية، مما يعيق بشكل كامل وصول الإمدادات الغذائية الضرورية إلى داخل القطاع المحاصر. وأكد أن غزة بحاجة ماسة إلى تدفق فورى ومستمر وغير منقطع للغذاء لتفادى انهيار كامل فى الأمن الغذائي. كما حذّر من عواقب وخيمة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، مشيرًا إلى أن المدنيين الفلسطينيين فى غزة يواجهون بالفعل ظروفًا إنسانية كارثية ونقصًا حادًا فى جميع مقومات الحياة.