يوم الخميس الماضى شارك الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة المصرى فى افتتاح معرض الرباط الدولى للكتاب الذى يستمر من 17 إلى 27 أبريل الجارى، وهو من المعارض المهمة جدًا التى ينتظرها الناشر المصرى، ولكن وعكس ما هو متوقع، تجنب الدكتور هنو أن يدعو نظيره المغربى محمد مهدى بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربى، لزيارة الأجنحة المصرية المشاركة فى المعرض، لسبب جوهرى ومحزن هو أن الأجنحة المصرية خالية من دون كتب، بما فى ذلك الجناح الرسمى للهيئة المصرية العامة للكتاب، لأن شركة الشحن التى تعاقد معها اتحاد الناشرين المصريين قامت بشحن الكتب عبر البحر لأنه أرخص، لكنها فشلت فى الوفاء بوصول الشحنة حسب المواعيد المقررة قبيل افتتاح المعرض أو حتى فى أيامه الأولى، واليوم قد تصل أولى شحنات الكتب لبعض الناشرين بعد أن يكون قد مضى نصف مدة المعرض. تابعت استغاثات أصحاب دور النشر على صفحات التواصل الاجتماعى، وتحسرهم على ما حدث واكتشفت من خلال الاستغاثات أن الأمر يحدث ربما للمرة الثالثة على التوالى، وحسب التصريحات المعلنة لرئيس اتحاد الناشرين المصريين فعدد الناشرين المصريين يبلغ 35 ناشرًا بعضهم نجا من المشكلة لأن لديه مخازن فى المغرب. بيان وزارة الثقافة المصرية أكد أن الوزير أجرى اتصالاته المكثفة لحل الأزمة وأكد أن الإجراءات اللوجيستية وفى مقدمتها شحن الكتب، تُعد من الاختصاصات الأصيلة لاتحاد الناشرين المصريين، وأن وزارة الثقافة تشدد «على إيمانها بحُرية واستقلالية الاتحادات المهنية فى إدارة شئونها». وقعت إذن الأزمة مجددًا، وتبرأت وزارة الثقافة منها بدعوى أنها ليست جهة الاختصاص، وتبرأ اتحاد الناشرين هو الآخر وألقى بالتبعية على شركة النشر، وتبقى المحصلة خسارة حقيقية ومؤكدة؛ أقلها خسارة مادية للناشرين المشاركين، وأكبرها وأخطرها النيل من سمعة مصر الثقافية. قلت أكثر من مرة فى هذا المكان، وأقول مجددًا: لا يعنى ان يتولى اتحاد الناشرين أمر مهنة النشر ألا تتدخل أجهزة الدولة لدعم صناعة النشر، وتوفير سبل انطلاقها الى آفاق أرحب، واذا استمر الوضع على ما هو عليه، وغسلت كل الأطراف أيديها من المشكلة، فانتظروا افتتاح معرض الرباط 2026 من دون الكتاب المصرى، لنعيد الكَرَّة من جديد !