موسم بدون "سوبر ستار" أو نجم شباك واحد، هذا هو موسم عيد الفطر، الذي ضم أربعة أفلام كلها تعتمد على نجوم شباب، هم "سيكو سيكو" بطولة عصام عمر وطه دسوقي، و"نجوم الساحل" بطولة أحمد داش، و"مدرسة الصفا الثانوية بنات" بطولة علي ربيع، و"فار ب7 أرواح" الذي اعتمدت على البطولة الجماعية، موسم تصدره "سيكو سيكو" منفردا بإيرادات جعلته ضمن قائمة أكثر الأفلام إيرادا في تاريخ السينما المصرية محققا المركز السادس ويقترب من الخامس الذي يحتله الآن "الفيل الأزرق 2".. بينما جاء في المركز الثاني "الصفا الثانوية بنات" بمسافة كبيرة ثم "نجوم الساحل" و"فار ب7 أرواح" في ذيل القائمة.. ماذا قال نقاد السينما عن أفلام العيد والمنافسة بينهم.. هذا ما نتعرف عليه في السطور التالية.. في البداية يقول الناقد طارق الشناوي: "فيلم (سيكو سيكو) للنجمين طه الدسوقي وعصام عمر قدما بطولة في وقتها، وعرض الفيلم في التوقيت المناسب، حيث مهد فيلم (البحث عن منفذ للسيد رامبو) لعصام عمر لظهور عصام كبطل مرة أخرى، والفيلم حقق صدى واسع في وسائل الإعلام وبين النقاد ولفت الانتباه سينمائيا لعصام، خاصة مع مشاركة الفيلم في مهرجان (فينسيا)، لكن هذه المرة فيلمه كان تجاري بشكل واضح، وجاء بعد موسم رمضاني لفت الأنظار لنجمي العمل، لأن طه قام ببطولة مسلسل حقق نجاح واسع هو (ولاد الشمس) مع أحمد حاتم في النصف الأول من شهر رمضان، وعصام حقق مسلسله (نص الشعب اسمه محمد) مشاهدات جيدة في النصف الثاني من الشهر، لهذا فأن فيلم (سيكو سيكو) يستحق ما حققه من نجاح، وتصدره المركز الأول في إيرادات سوق شباك التذاكر، وفكرة الدفع بنجمين إلى تصدر الأفيش وفتح الباب أمام أسماء أخرى تتقدم بخطوات ثابتة وتتسع دائرة البطولة السينمائية أكثر، وهذا أمر يسعدني بالتأكيد، خاصة مع وجود مخرج سينمائي صاعد بقوة وهو عمر المهندس الذي يحمل جينات الإبداع التي ورثها عن جده النجم فؤاد المهندس". وأضاف الشناوي: "هناك فيلمان انهارت أرقامهما منذ البداية، هما (فار ب7 أرواح) و(نجوم الساحل)، وبمسافة ليست بالبعيدة يأتي فيلم علي ربيع (مدرسة الصفا الثانوية بنات)، والذي حاول أن يقتنص جزءا من العيدية، والفيلم أأخرجه عمرو صلاح، والذي للصراحة لم أشعر بأدائه، ولم نرى حتى حكايات البنات، والفيلم يقع في إطار السينما (قليلة التكلفة)، ولا يحمل أي إضافة على مستوى التعبير بأدوات المخرج، ووجدنا بعض الضحكات المتناثرة التي يحتكرها غالبا البطل، على الجانب الآخر، يأتي في المركز الثالث فيلم (نجوم الساحل)، الذي أعتبره عمل فقير إلى حد الشح في كل شىء، ولم يتقن مخرجه أصول اللعبة". واختتم الشناوي قائلا: "بالنسبة للفيلم الرابع والأخير في سلسلة أفلام موسم العيد، وهو (فار ب7 أرواح)، والذي احتل المركز الأخير، وعن جدارة، حيث استعان فيه المخرج شادي علي بعدد من النجوم الذين صاروا على الشاشة جميعًا بلا حضور، وأصابتهم سكتة كوميدية، والبضاعة الراكدة التي يقدمونها صارت أشبه بعود (الكبريت) الذي اشتعل مرة واحدة، وفقد مع الزمن قدرته على الاشتعال مجددًا". "تراجع كوميديا" الناقدة ماجدة خيرالله، بدأت حديثها عن أفلام العيد بالكلام عن "سيكو سيكو" الفيلم الذي تصدر المشهد بلا منافس: "(سيكو سيكو) نجح في صنع ضجة ونال إستحسان معظم زوار السينما في العيد، أما الأفلام الأخرى التي تنافست في نفس الموسم، فلا أعتقد إنها حققت الإيرادات المنتظرة، نظرا لأنها خلت من التجديد في المضمون من حيث الشكل والموضوع والصورة، وافتقدت الابتكار، وهنا لدي سؤال (لماذا يرتبط موسم العيد بالأفلام كوميدي تحديدا؟)، وغالبا ما يعرض أفلام كوميدي وأكشن فقط.. أين الموضوعات الأخرى الاجتماعية والسياسية البوليسية؟". وأضافت ماجدة قائلة: "من الطبيعي ظهور جيل جديد من الفنانين والكتاب والمخرجين، فهناك أجيال سابقة تأكلت مثل أحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبد العزيز وفاروق الفيشاوي وغيرهم.. وجاء جيل بعده مثل أحمد السقا وكريم عبد العزيز ومحمد هنيدي وغيرهم.. وهذا الجيل جزء كبير منه فقد بريقه بسبب عدم الابتكار والتجديد، كما أنهم تخطوا سن الشباب، ومعظم جمهور السينما من الشباب، لذلك فأننا أمام جيل من النجوم الشباب أصبح يتصدر المشهد، ويحقق الإيرادات، وهو ما رأيناه في دراما رمضان هذا العام، حيث ظهرت مسلسلات مثل (نص الشعب اسمه محمد) و(أولاد الشمس) و(80 باكو) لتتصدر المشاهدات بنجوم شباب". واختتمت ماجدة حديثها قائلة: "كلما نظرنا حولنا طوال الوقت سنجد موضوعات لابد تناولها في الأعمال الفنية، لكن الأهم أين العقليات التي تهتم أن تعبر عن ذلك في أفلام سينمائية قوية، وفي الماضي كان يوجد العديد من كتاب السيناريو الأقوياء يقدمون سينما ممتعة، وتعبر عن واقع وقضايا موجودة، لكن الآن كل من يفكر في الكتابة يخصصها في الكوميديا فقط، ولابد من التفكير بأشكال أخرى، وإلا ستموت السينما". اقرأ أيضا: «إيرادات الأفلام».. طه الدسوقي ينتصر وسامح حسين في القاع "ظاهرة تثير جدل" الناقد سيد محمود يرى أن موسم عيد الفطر يشكل ظاهرة تثير جدل، مع تصدر فيلم "سيكو سيكو" الإيرادات بنجوم شباب ويتخطوا حاجز المائة مليون جنيه، بل يتخطوا إيرادات ضخمة في تاريخ السينما المصرية، ويضيف: "هذا حدث يؤشر أن ذوق الجمهور بدأ يتغير كثيرا، وهذا التغير نتج عن تشبع الجمهور من النجوم القدامى، وحاجتهم لنجوم جدد، وهو ما وجدوه في مسلسلات مثل (ولاد الشمس) و(قهوة المحطة) وغيرها". ويستكمل سيد حديثه بالقول: "لذلك نجح فيلم (سيكو سيكو) الذي حقق معادلة الموضوع الجيد مع نجوم شباب لديهم قدرات قوية في الأداء". واختتم محمود كلامه بالقول: "بالنسبة لفيلم علي ربيع، أعتقد أنه سار في ركب نجاح الأفلام الجديدة، لأن الوجوه الجديدة موجودة في كل الأعمال المقدمة، عدا فيلم (استنساخ)، وأعتقد أن وجود مجموعة كبيرة من الشباب سيفيد السينما المصرية، وستظهر تأثيرته في الفترة المقبلة."