يحل اليوم 19 أبريل، الذكرى الأولى على رحيل الفنان الكبير صلاح السعدني، النجم الذي لم يكن مجرد ممثل بل كان حالة خاصة في تاريخ الدراما المصرية، غاب الجسد، لكن بقي الأثر، وبقيت الشخصيات التي قدّمها محفورة في ذاكرة ملايين المشاهدين. رحل "العمدة"، الذي لم يُولد في مشهد، بل صيغ من ملامح الطيبة والشموخ المصري، ليُصبح رمزًا من رموز الشاشة، ورغم أن أدواره الأشهر بدت وكأنها كُتبت له، إلا أن الصدفة وحدها كانت سببًا في منحه تلك الشخصيات التي صنعت مجده، وخلدته كواحد من أعظم من وقفوا أمام الكاميرا. «العمدة سليمان غانم».. الدور الذي صنع أسطورة في رائعة «ليالي الحلمية»، لم يكن صلاح السعدني المرشح الأول لدور العمدة سليمان غانم، فقد عرض الدور أولًا على سعيد صالح، ثم يحيى الفخراني، لكن كليهما اعتذر لأسباب مختلفة. لتلعب الصدفة دورها، ويقع الاختيار على السعدني، الذي قدّم واحدًا من أروع أدواره، وكتب شهادة ميلاده الفنية الحقيقية. اقرأ أيضا | انتهت رحلة «حسن أرابيسك»| صلاح السعدني.. وداعًا عمدة الدراما المصرية «حسن أرابيسك».. حين كان الخامس هو الأجدر أما في مسلسل «أرابيسك»، فقد كان صلاح السعدني الاختيار الخامس للدور بعد اعتذارات متتالية من أحمد زكي، عادل إمام، محمود عبد العزيز، ونور الشريف. ولكن حين وصل الدور إليه، قدّمه ببراعة، وأضاف له من روحه وملامحه ما جعله خالدًا في ذاكرة الدراما. صلاح السعدني.. فنان جاءته الفرصة صدفة، لكنه استحقها بجدارة خمسون عامًا من الفن، والإتقان، والحضور الهادئ المميز. لم يكن صلاح السعدني نجم صخب، بل نجم قيمة، والآن، في ذكرى وفاته الأولى، نُحيي اسمه، ونُحيي فنه، ونقول: "رحل الجسد، لكن الفن لا يموت.. والعمدة باقٍ في قلوبنا".