دائمًا ما يلفت الأنظار بأدواره المختلفة واختياراته الجريئة، ويضع بصمته فى كل عمل يشارك فيه. يؤمن بأن الفن وسيلة للمتعة والتسلية، لكنه أيضًا يحمل رسالة قوية ومؤثرة. فى رمضان الماضي، قدّم الفنان محمد فراج تجربة درامية مميزة من خلال مسلسل منتهى الصلاحية»، الذى اقتحم عالم المراهنات الإلكترونية وتأثيرها على الأفراد والعائلات، من خلال شخصية مُركبة وصعبة وهى «صالح». فى هذا الحوار، يكشف فراج عن كواليس المسلسل، وكيف استعد لتجسيد هذه الشخصية، ورؤيته للأبوة من خلال هذه التجربة ومسلسله القادم «كتالوج». اقرأ أيضًا | إثارة في حلقات «منتهي الصلاحية».. ماذا يحدث بعد خروج محمد فراج من السجن؟ ما الذى جذبك لمسلسل «منتهى الصلاحية»؟ - عندما عرض عليّ المخرج تامر نادى فكرة العمل، وقرأت السيناريو الذى كتبه محمد هشام عبية، شعرت أن الموضوع فى منتهى الأهمية. نحن نتحدث عن قضية خطيرة تمس فئة كبيرة من الناس، وتنتشر بشكل متسارع فى البيوت، وهى المراهنات عبر الإنترنت. المسلسل دق ناقوس الخطر تجاه هذه الظاهرة، وده اللى خلانى أتحمس جدًا وأتعاقد عليه. هل كنت على دراية مسبقة بهذا العالم؟ - بصراحة، لم أكن أعرف أى تفاصيل دقيقة عنه. كنت أسمع فقط، لكن بعد توقيع العمل بدأت أقرأ كثيرًا وأبحث على الإنترنت، وفوجئت بحجم الأموال الضخمة اللى بتدخل فى هذا العالم، وإنه بقى أشبه بالإدمان. الكارثة إنه مش محصور على فئة معينة، بل بالعكس، بيشمل كل الأعمار والمستويات التعليمية، وده بيؤكد إنه خطر حقيقى بيمس كل بيت. البعض كتب إنه بدأ يحب عالم المراهنات بسبب المسلسل.. ألم يقلقك ذلك؟ - أنا ممثل، ولو خفت من كل شخصية أقدمها مش هشتغل. فى «تحت السيطرة» كنا بنتكلم عن الإدمان، وفى أعمال تانية تناولنا موضوعات حساسة. اللى بيقول إنه حابب يجرب المراهنات بعد المسلسل، ده أكيد هزار. لأن النهاية كانت واضحة وصادمة: شخص باع ابنه، واتقتل على يد مراته، وأسرته اتدمرت. رسالة المسلسل واضحة: مهما كانت البدايات مغرية، النهاية خسارة مؤكدة-فلوس، وناس، ونفسك. كيف استعددت لتجسيد شخصية «صالح»؟ - الشخصية مليانة تفاصيل ومراحل مختلفة: موظف بنك، سُجن ظلماً، علاقته بابنته، وزوجته، ومروره بتجربة المراهنات اللى تحولت لمصدر دخل. استعديت نفسيًا كتير، وقعدت مع ناس بيشاركوا فعلًا فى المراهنات، وسمعت قصصهم، وسألتهم عن البداية، والمشاعر، والخسائر. ما استخدمتش التطبيقات دى ولا حملتها، بس فهمت كويس إزاى بتشتغل وإزاى بتسيطر على الشخص. هل ترى أن تقديمك لدور أب لابنة مراهقة كان تحديًا؟ - جديد علىّ تمامًا. قدمت قبل كده دور أب فى مسلسل كتالوج» اللى لسه هيتعرض، بس كنت أباً لطفلين صغيرين. فى «منتهى الصلاحية»، التجربة كانت مختلفة، كونك أباً لفتاة مراهقة بيفتح قدامك مشاعر وتفاصيل مختلفة، وده خلّى الدور إنسانى وصعب أكتر. صالح كان شخصية مرهقة نفسيًا، وده زاد مع مشاعر الأبوة وتعقيداتها.