يسعى لتغيير هذه الصورة وتقديم صورة حقيقية لأصحاب القضية حتى نواجه ما يخص المجموعة اليهودية المسيطرة هذا كتاب صدر عن المركز القومى للترجمة بوزارة الثقافة الذى تُديره بكفاءة نادرة الدكتورة كارما سامي. والكتاب عنوانه طويل: اللوبى العربي.. التحالف الخفى الذى يقوِّض المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط. مؤلفه: ميتشل بارك، ومترجمه: نشأت باخوم، وكتب له مقدمة مهمة: الدكتور مصطفى الفقي. يكتُب الدكتور مصطفى الفقي: - عندما طلب منى المركز القومى للترجمة كتابة مقدمة موجزة لكتاب: اللوبى العربي، وافقت لعلمى بأهمية الكتاب وخبرة مؤلفه فى شئون الشرق الأوسط. خصوصاً فى موضوع العلاقات الإسرائيلية الأمريكية. وهو صاحب مؤلفات عديدة فى هذا السياق. كما أن المترجم هو أستاذ مصرى جاد فى عمله. قد عكف بأمانة على ترجمة الكتاب. وقد استعرضت الكتاب - أصلاً وترجمة - وبهرتنى قيمة الكتاب ودقة الترجمة. خصوصاً أنه يبدو لنا كتاباً شديد الأهمية وأعتبره هدية حقيقية للقارئ العربي، وكتب: - دعنى أُسجِّل تقديرى للمركز القومى للترجمة فى وزارة الثقافة المصرية ودوره الرائد فى إثراء المكتبة العربية لأمهات الكُتب الأجنبية، عسى أن يكون لهذا الجهد الذى بذله المؤلف والمترجم ما يفيد أجيالنا القادمة فى مستقبل أفضل نسعى نحوه جميعاً. ويتساءل المؤلف: هل حقاً يوجد ما يسمى باللوبى العربى داخل أمريكا؟ وهل يمثل هذا اللوبى إن وُجِد مصالح الدول العربية ويُعبِّر عنها ويُقاتل من أجل تحقيقها؟ إن كان هناك وجود لهذا اللوبي، فما المكاسب الذى حققها وما مظاهر نجاحاته؟. وإن كان الكاتب يرى أن اللوبى العربى له هدف محدد إذا ما قورن باللوبى الإسرائيلي. فاللوبى الغربى الذى يُمارس ضغوطه لصالح دولة واحدة هى إسرائيل. ومن الطبيعى أنها ضد فلسطين الحُلم التى تسعى أجيالنا وراءه آناء الليل وأطراف النهار. وبدأت مأساته سنة 1948 عندما نجح العدو الإسرائيلى فى اغتصاب فلسطين وكان الوطن العربى يمر بظروف صعبة وكانت مصر وقتها على مشارف ثورة 23 يوليو 1952 التى اعتبر من قاموا بها أن فلسطين قضية مصرية. وأن العدو الإسرائيلى ليس عدواً لفلسطين وحدها، ولكن للعروبة كلها. كان ومازال وسيظل. وقد عبَّر الوطن العربى عن هذا الموقف منذ 1948 وحتى الآن رغم قيام السلام المصرى الإسرائيلي. إن اللوبى العربى يواجه الصورة المشوهة التى يسعى أعداؤنا لرسمها لنا. ولهذا فهو يسعى لتغيير هذه الصورة وتقديم صورة حقيقية لأصحاب القضية حتى نواجه ما يخص المجموعة اليهودية المسيطرة ومواجهة النغمة العنصرية التى تُصوِّر العرب هناك. مؤلف الكتاب: ميشيل بارك كاتب ومحلل سياسى أمريكى وُلِدَ عام 1959 ويقيم الآن فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويحاضر فى كثير من الأحيان عن سياسة الولاياتالمتحدة فى الشرق الأوسط. ومدير المكتبة اليهودية الافتراضية التى تُعد الموسوعة الأكثر شمولاً فى العالم عن التاريخ والثقافة اليهودية على الإنترنت. شغل لمدة ثلاث سنوات منصب رئيس تحرير جريدة: تقرير الشرق الأدنى، النشر الموسوعية للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية. ويُعتبر من أشهر الكُتَّاب الأمريكيين المُدافعين والمنحازين للصف اليمينى فى الحكومة اليمينية المُنحاز بدوره إلى إسرائيل، والصهيونية على وجه التحديد. كما أنه يُعد خبيراً فى الشأن العربي. أما المُترجِّم نشأت باخوم فقد ولد فى سمالوط فى محافظة المنيا عام 1963، عمل مدرساً للغة الإنجليزية بالمدارس الثانوية. ثم أصبح مديراً لمدرسة السيدة عائشة التجريبية للغات. كما أنه ترجم العديد من الأعمال الأدبية من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية ونشرها. كاتب الكتاب يدرُس ما يقوم به اللوبى العربى والمنظمات والأفراد والجماعات الذين ينتمون إليه ممن يلعبون أدواراً مهمة داخل المجتمع الأمريكي، ويروى قصص تصدّيهم لقيام دولة إسرائيل. كما أنه يتوقف أمام مجالات وأنشطة اللوبى العربي. ولهذا فالكتاب هو رواية غربية لقصة ظهور وصعود اللوبى العربى والدور الذى لعبه ومازال يلعبه فى التأثير على القرار الأمريكي. وإن كان يعترف أنه يتم تمويل اللوبى الإسرائيلى كُلِّيَة من الإسرائيليين، ويتلقى اللوبى العربى المحلى دعماً كبيراً من حكومات أجنبية وأفراد أجانب. ويعترف أن اللوبى الإسرائيلى أكثر تأثيراً وفاعلية من اللوبى العربى المحلى لأنه يتمتع بمميزات فى كل مجال وكل منطقة تعتبر لها علاقة بفائدة التأثير الاجتماعى على الجماهير العريضة فى تلك البلاد البعيدة عنا، والمفترض أن هذا التأثير يصل إلى أصحاب القرار هناك. إنه كتاب مهم جاء فى وقته.