لم تكن مشاركة الفنان محمد رمضان فى مهرجان «كوتشيلا» الغنائى بالولايات المتحدة مجرّد ظهور فنى عابر، بل كانت سقطة جديدة تضاف إلى سجلٍ طويل من التصرفات المثيرة للقرف والاشمئزاز، لكن هذه المرة كانت أكثر استفزازًا للجمهور المصرى والعربي، بعد أن ظهر مرتديًا زيًّا وصفه كثيرون بأنه أقرب إلى «بدلة رقص نسائية»، لا يليق بفنان عربى يحمل على عاتقه مسؤولية تمثيل بلده وثقافته أمام جمهور عالمي. رمضان، الذى لطالما قدّم نفسه باعتباره «نمبر وان» فى عالم الفن، يبدو اليوم أقرب إلى «نمبر وان فى الاستفزاز»، يسعى دائمًا إلى الأضواء ولو على حساب الذوق العام والاحترام الشعبي. فما الفائدة من العالمية إن كانت تُبنى على التنكر للهوية؟ وما القيمة فى صعود المنصات إذا كان الثمن هو السقوط من عيون الجمهور؟ ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعى كانت حاسمة. مشاهد الغضب، والرفض، والسخرية من ظهوره طغت على أى حديث عن «نجاح فني» مزعوم. بدا وكأن جزءًا كبيرًا من الجمهور المصرى قد رفع عنه الغطاء، معلنًا أن محمد رمضان لم يعد يمثله، لا فنيًا ولا سلوكيًا. لقد نسى محمد رمضان أن النجومية ليست مجرد مشاهدات أو حفلات صاخبة، بل هى ارتباط عاطفى وثقافى بالجمهور. وعندما يتلاشى هذا الرابط، يصبح الفنان مجرّد ظاهرة صوتية مؤقتة سرعان ما ينساها الناس عندما يجدون من يحترم عقولهم وذائقتهم. فهل يدرك محمد رمضان حجم السقوط؟ أم أنه لا يزال يظن أن الصخب هو المجد، وأن كل هجوم يعنى نجاحًا؟ الفن رسالة راقية يجب أن يتلقاها الناس باحترام من الفنان حتى يحترمه الناس وإلا تحول إلى مسخ وجنون وتدمير للعقول .. ويزيد عليها فى تلك الحالة الإساءة إلى مصر وشعبها.