تم ارسال دورية من ضابطين فى 25 أكتوبرعبر الطريق المحاذى لبحيرة التمساح سيرا على الأقدام لطلب الامدادات ولما تأخرت عودتهما تم بعد يومين بعث دورية قتال جديدة من 3ضباط و11جنديا ورافقها عدد من الجرحى القادرين على السير وجراحهم تسبب لهم الآلام الشديدة.. وعادت الدوريتان بعد 3 أيام وبرفقتهما طبيب معه معدات وأدوية لعلاج المصابين وما استطاعت الدوريتان حمله من مياه وطعام وسجائر..وبعد 5 أيام تسلم المقدم ابراهيم عبد التواب قيادة موقع كبريت بعد أن تلقى العقيد شعيب العلاج فى النقطة الطبية بالفرقة وأمضى الأيام التالية فى الإشراف على وصول الإمدادات إلى النقطة قبل نقله مع جرحى السويس إلى القاهرة ومستشقى المعادى . انتظم تزويد كبريت بالإمدادات فقد كانت الدوريات تتحرك على الطريق البرى حتى أصبح تحركها مغامرة خطيرة بعد أن تضخم عددها حتى وصل إلى 40 فردا وبدأ العدو المحتل الالتفاف تجاهها ورغم ذلك حرص 3 من ضباطنا الشبان البواسل على القيام بالمهمة المحفوفة بالمخاطربالتناوب دون تردد حتى تمكن العدوإغلاق الطريق البرى ووصلت قواته المدرعة قرب شاطئ القناة فتم استخدام الطريق البحرى ولنش سريع بمحرك يقطر وراءه فى كل رحلة 10قوارب خشبية مربوطة ببعضها البعض بإحكام تحمل المياه والطعام وذلك فى منتصف الليل فى الليالى المظلمة التى يغيب فيها القمر. أثناء وجود البطل المقدم ابراهيم عبد التواب قائد الكتيبة «603» فى 17 يناير1974 فى نقطة الملاحظة أطلق العدوطلقات المدفعية والهاون وسقطت إحداها على النقطة فدمرتها واستشهد القائد ممسكا بيده اليمنى المصحف وبيسراه نظارة الميدان وتم دفنه فى مقبرة الشهداء بالموقع ..وساد صمت رهيب فقد وصفه ضباط وجنود «كبريت» بأنه كان قائدا مؤمنا وشجاعا وقدوة لرجاله وأنه أقلهم طعاما وشرابا ونوما وأكثرهم صلاة وترتيلا للقرآن وكان زاهدا ومتقشفا وورعا ومن النوع الذى يختاره الله للشهادة . فى 12 فبراير 1974انتهى حصارأبطال كبريت والذى استمر114 يوما وتم تسليم الموقع للفرقة 7 مشاة ميكانيكى وعاد أبطالنا البواسل من أرض الفيروز وعندما وصلوا فى اليوم التالى إلى محطة مصر بالاسكندرية استقبلوا استقبالا رسميا وشعبيا وقام محافظ الثغر بتسليمهم علم المدينة تقديرا لبطولتهم وكفاحهم..وللحديث بقية.