وحده الأدب الذى يمتلك تلك الرؤية الثاقبة النافذة إلى جوهر الأشياء، ولب الأحداث ومغزاها برشاقة فاتنة، وانسيابية أخاذة، يحملك على أجنحته، ويسافر بك إلى نبض الوقائع، وقلب المعاني، والأدلة فى أدبنا العربى من الكثرة بحيث تستعصى على الإحاطة، فهناك الآلاف من النصوص الإبداعية التى تؤكد ما ذكرناه شعرًا ونثرًا، ويلح على ذاكرتى فى هذه الأيام أحد أفذاذ السرد العربي، ورواد المسرح والرواية.. أديبنا الكبير الراحل «توفيق الحكيم».. المحفور اسمه فى الضمير، فقد استحوذ على مشاعرى التأثر بالمشهد الخلاب.. حيث اصطفت الحشود، وتجمعت الملايين بصورة مذهلة وراء القائد الرئيس عبد الفتاح السيسى.. القيادة المتفانية المخلصة.. وخلف جيشها المرابط المقدام، ومؤسساتها اليقظة الساهرة، زودًا ودفاعًا عن وطن عريق.. وأرض مشرفة.. وانتصارًا لقضية عادلة، وانحيازًا إلى حق سليب، وكم هى نادرة تلك المشاهد الفارقة فى تاريخ الأمم والشعوب، ربما لا تُرى فى أجيال عديدة، ويمر القرن دون حدوثها، ولكننا أجيال مغبوطة، إذ تكررت هذه المشاهد الاستثنائية فى عصرنا مرارًا، وعلى سبيل المثال فى ملحمة العبور المجيد، وانتصارات أكتوبر الخالدة، وفى الثلاثين من يونيو 2013، وفى ثورة 23 يوليو 1952، ومن قبلها فى ثورة 1919، حيث انتفض الوطن فى وجه مستعمر جشع، واصطف أبناؤه متناسين اختلافاتهم، وقد نحوا تبايناتهم الفكرية، والعقائدية، وفروقهم الطبيعية، والتفوا حول الوطن الجريح، وقد برع أديبنا توفيق الحكيم فى تخليد ذلك المشهد المذهل عبر روايته النابضة بالحياة «عودة الروح»، التى ذكرنى بها اصطفافنا الوطني، والاحتشاد الشعبي، الذى نعيشه فى اعتزاز هذه الأيام، رائعة الحكيم، حيث بدا الكل فى واحد.