الخميس الماضى أعلن تيرى فيرمو مدير مهرجان كان السينمائى الدولى قائمة أفلام الدورة الثامنة والسبعين التى تنطلق 13 مايو المقبل وتستمر فعالياتها حتى 24 مايو 2025، ليضع حدًا فاصلًا بين تكهنات الصحفيين التى سبقت المؤتمر الصحفى بأيام تؤكد مشاركة أفلام وأسماء بارزة وتنسج أخبارًا واتفاقات بين إدارة المهرجان وصناع وموزعى بعض العناوين المهمة لأحدث إنتاج السينما العالمية، استنادًا لعلاقات قوية وتاريخية بين المهرجان العريق وهذه الأسماء المفضلة لدى المهرجان، أو لأن أفلامهم أصبحت جاهزة للعرض وربما تنتظرعرضها التجارى فى الأسابيع التالية للمهرجان، لكن كانت المفاجأة الأولى هى فشل التوقعات التى ارتقت إلى حد الحسم والتهليل! فكثير من الأفلام المتوقعة لم تكن جاهزة للعرض ولن تكون كذلك قبل انطلاق المهرجان، المفاجأة الثانية كانت استبعاد المهرجان لأسماء وأفلام مهمة من قائمته المختارة، ومعظمهم من مخرجى «كان» المفضلين، وهى الأسماء التى توقعتها صحف مختلفة، المفاجأة الثالثة كانت اختيار بعض الأفلام المتميزة الانتظار للخريف، ومنها فيلم «Orphan «اليتيم» للمجرى لازلو نيميس، و No Other Choice لا خيار آخر» للكورى بارك تشأن ووك، و»أزياء راقية» للفرنسية أليس وينوكور بطولة أنجيلينا جولي، و»تقليم شجيرة الورد» للبرازيلى كريم عينوز. المفاجأة الرابعة هى عرض أفلام مهمة خارج المسابقة بينها «اختفاء جوزيف منجيله» للمخرج الروسى كيريل سيريبرينيكوف، و«الموجة» للمخرج التشيلى سيباستيان ليليو. اقرأ أيضًا | مهرجان كان السينمائي يمنح «روبرت دي نيرو»السعفة الذهبية تسريبات! الغريب أن المهرجان ما زال فى مفاوضات مع منتجى وموزعى أفلام أمريكية رفضوا عرضها خارج المسابقة، بعضها تم حسمها وادخرها تيرى فيرمو ليعلنها تباعًا فسبقه صناعها وأعلنوا عنها فى مواقع التواصل الاجتماعى...الفيلم الأمريكى «Highest 2 Lower ، أعلن مخرجه سبايك لى مشاركته خارج المسابقة على حسابه بإنستجرام فى اليوم التالى للمؤتمر الصحفى... كان تيرى فيرمو قد أكد أنه سيعلن عن مزيد من الأفلام فى الأيام المقبلة فجاء إعلان سبايك لى بعد ساعات فقط! جيم جارموش أعلن بنفسه أيضًا عن حضوره المهرجان مع نجوم فيلمه الجديد «الأب، الأم، الأخت، الأخ»وهم كيت بلانشيت وآدم درايفر، فى حين يذكره المؤتمر الصحفى! هذا وأفصح بعض مديرى شركة أمازون منتجة فيلم «After the Hunt للوكا جوادينينو المخرج الإيطالى المثير للجدل، أن المهرجان يتفاوض معهم لاقتناص الفيلم قبل مهرجان فينيسيا الذى يفضله جوادينيينو وانطلقت منه أفلامه السابقة، ووفقًا لتسريبات من الشركة، هناك ضغط متواصل من المهرجان، ليكون الفيلم إحدى المفاجآت الرائعة، فحضور نجومه جوليا روبرتس وأندرو جارفيلد سيضيف للمهرجان وللسجادة الحمراء بريقًا استثنائيًا، تلعب روبرتس دور أستاذة جامعية تقيم حفلًا لزملائها وطلابها، فتفاجأ فى اليوم التالى بإحدى الطالبات تتهم أستاذًا بالاعتداء عليها جنسيًا ليلة الحفل، فتشتعل الأحداث، خاصة أن جوادينينو يتعمق فى قضايا ساخنة كالتحرش والاغتصاب ويربطها بحركة MeToo الشهيرة. هل ينتصر كان على فينيسيا ويفوز بالفيلم وينضم لقائمة المسابقة؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة. ومن الأفلام التى يدور حولها مفاوضات الآن أيضا، أحدث أفلام تيرانس ماليك «Way of the Wind «طريق الريح» ملحمة عن حياة عيسى عليه السلام، أكد بعض المقربين من تيرى فيرمو أن الفيلم لم يجد ترحيبًا بعرضه فى المسابقة، وهناك تفاوض مع ماليك لعرضه خارج المسابقة. من الأفلام المنتظر الإعلان عنها خلال أيام فيلم «علاقة غرامية» لأرنو ديبليشين وهو أحد أبرز المخرجين الفرنسيين المفضلين لمهرجان كان، ونفس الكلام ينطبق على لين رامزى فلم يعلن عن فيلمها Die- My love مت يا حبي» وهى من مخرجات كان المفضلات، الفيلم بطولة جنيفر لورانس وروبرت باتينسون، تحاول المخرجة الانتهاء من الفيلم قريبًا لتنضم للمخرجات الستة اللاتى يتنافسن فى المسابقة الرسمية. دورة نسائية بامتياز! فى المسابقة تتنافس المخرجة جوليا دوكورناو بفيلم «ألفا» الجزء الثانى من فيلم «تايتان» الفائز ب السعفة الذهبية عام 2021، جدير بالذكر أن شركة نيون صاحبة الحظوة والحظ لدى مهرجان كان هى مالكة حق توزيعه فى أمريكا الشمالية، منذ ست سنوات تفوز أفلام شركة نيون بالجوائز خاصة فى مهرجان كان! وتنافس المخرجة كيلى ريتشاردت بفيلم «The Mastermind العقل المدبر»... وللمخرجة الإسبانية كارلا سيمون فيلم «روميريا» يدور حول مراهقة تبحث عن عائلتها البيولوجية... وللمخرجة الألمانية ماشا شيلينسكى فيلم Sound of Falling « صوت السكوت»... وللفرنسية حفصة هيرزى «La Pitite Derniere وهو أحد الأفلام المثيرة للجدل، تدور أحداثه فى باريس حول امرأة مسلمة مثلية ترفضها عائلتها... سادس المخرجات المتنافسات على السعفة الذهبية هى اليابانية تشى هاياكاوا وهو «رينوار» عن آلام فتاة صغيرة يصارع والدها مرض السرطان. ويفتتح المهرجان فيلم للمخرجة أميلى بونا «Partir Un Jour «إرحل يومًا واحدًا»، بطولة المغنية الممثلة الفرنسية جولييت أرمانيه، وهى المرة الأولى التى يفتتح فيها المهرجان فيلم طويل لمخرجة. وفى مسابقة «نظرة ما» فيلمان لمخرجتين هما سكارليت جوهانسون «إليانور العظيمة» وهاريس ديكنسون «أورشين»، وهما تجربتهما الأولى فى الإخراج، كما تترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية جوليت بينوش، لتبدو الدورة الثامنة والسبعين نسائية بامتياز. تضم المسابقة أحدث أفلام ويس أندرسون The Phoenician Scheme »المخطط الفينيقى» والمخرج البرازيلى الكبير ميندونسا فيلهو العميل السري»، والمخرج النرويجى واكيم تيريير بفيلم «القيمة العاطفية»، والمخرج الأوكرانى سيرجى لوزنيتسا بفيلم «Tow Prosecutors «اثنان مدّعون»، والمخرج الإيطالى ماريو مارتون فيلم «فوري»، والمخرج الفرنسى ريتشارد لينكليتر بفيلم «الموجة الجديدة»...ويتنافس أيضا فيلم «Western Eddington للمخرج الأمريكى آرى أستر بطولة واكين فينيكس وبيدرو باسكال وإيما ستون ويعود الأخوين داردين بفيلم «The young Mother٫s Home «دار الأم الشابة» لتكون المرة العاشرة التى يتنافسان فيها على السعفة الذهبية، ويعود المخرج الإيرانى الكبير جعفر بناهى بفيلم «حادث بسيط»،، ويتنافس المخرج المصرى السويدى طارق صالح بفيلمه «Eagles of the Republic إنتاج السويد، وهو ختام لثلاثية القاهرة، أولها «حادثة النيل هيلتون» الفائز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان صندانس 2017، و»صبى من الجنة» الفائز بجائزة أفضل سيناريو فى مهرجان كان 2022. مصر وفلسطين فى نظرة ما». ويشارك الفيلم المصرى «عائشة لا تستطيع الطيران» لمراد مصطفى فى مسابقة «نظرة ما»، وتدور أحداثه حول مهاجرة إفريقية تعيش فى القاهرة، ويتنافس فى نفس المسابقة الفيلم الفلسطينى «كان ياما كان فى غزة» للمخرجين طرزان وعرب ناصر، بطولة نادر عبد الحى ورمزى مقدسى.. يمنح المهرجان سعفته الذهبية هذا العام للمخضرم روبرت دينيرو تقديرًا لمسيرته الفنية وتاريخه الحافل.