هى مشكلة عامة مزمنة وليست خاصة طارئة. اشتركت فى التأمين الصحى عام 2014. ركنت بطاقته رفا عشر سنوات لما سمعته عن البهدلة التى يتعرض لها المرضى فى طوابيره الممتدة لساعات. نويت أن أشترك وقتها كنوع من التكافل مع أهل بلدى دون استخدامه. لكن تشجعت كثيرا العام الماضى عندما افتتح زميلى محمد الجارحى المشرف على مشروع العلاج، عيادة وصيدلية للتأمين الصحى داخل نقابتنا. لكن يا فرحة ما تمت. نفضت التراب عن بطاقتى، وتوجهت لطبيب التأمين بنقابتنا وللامانة هو شخص مهذب جدا، الا انه يعمل ضمن منظومة بيروقراطية متحجرة، تجعل دوره يقتصر على تكرار روشتات كتبها استشارى. والعمل ايه يا دكتور؟ عليك أن تتجه فورا لعيادة ناصر بشارع الجلاء لتحجز موعدا مع استشارى القلب، ليكتب لك ادوية القلب التى تقوم بشرائها. ذهبت لعيادة ناصر يوم 17 اكتوبر الماضى، وظننت اننى سألتقى استشارى القلب فى أقرب وقت، لكن المفاجأة ان الموعد كان 14 ديسمبر، والسؤال ماذا لو ان اى مريض قلب يعانى، هل يستطيع الصمود شهرين. الحمد لله أن حالتى مستقرة لالتزامى بتعليمات طبيبى المعالج خارج التأمين. ويسر الله لى اولاد حلال أخبرونى بأن مسشتفى روض الفرج العام افتتح بها عيادة للتأمين الصحى، ولان الناس لم يعرفوها فهى لا تزال غير مزدحمة، وبالفعل تم الامر لتبدأ رحلة صرف الروشتة روشتة من عيادة ناصر، وكان الزحام شديدا والمعاملة اشد واقسى وبعد انتظار 4 ساعات صرفت الدواء، لكن الاسبوع الماضى عدت لنفس الصيديلة لصرف الدواء، شخط فى الصيدلى بمجرد النظر لبطاقة الرقم القومى: انت مش تبعنا، روح صيدلية شبرا، لكننى صرفت من هنا منذ شهرين، اجاب دى التعليمات الجديدة. ارحموا المرضى المسنين الذين لا يجدون شفقة ولا رحمة من أطقم التأمين.