مع إشراقة صباح أحد الشعانين اليوم، تتزين شوارع الإسكندرية بأغصان النخيل المضفورة والقلوب الورقية والتصاميم المبهجة التى تحمل رمزية دينية عميقة فى قلوب الأقباط، احتفالًا بذكرى دخول المسيح إلى أورشليم. وعلى الأرصفة القريبة من كنيسة القديسين، تحول ميدان جيهان بشارع جمال عبد الناصر إلى ساحة عمل كبرى، ويصطف باعة السعف الذين أبدعوا فى تشكيل سعف النخيل بأشكال فنية تعكس روح المناسبة وتاريخها، ويمتزج فيها الفن بالتراث، والمهارة بالإيمان. اقرأ أيضًا | رئيس الطائفة الإنجيلية يهنئ بطريرك الأقباط الكاثوليك بعيد القيامة المجيد فى حديثه ل«الأخبار»، يقول مينا فرج، أحد بائعى السعف بمنطقة محطة الرمل، إن صناعة السعف لا تتوقف فقط عند بيع سعف النخيل، بل هى حرفة موسمية تحمل فى طياتها تاريخ من الجمال والتقاليد. ويضيف: «نتفنن فى تضفير السعف بأشكال متعددة لجذب المصلين، من بينها الصليب والتاج والقلوب، كما نقوم بتزيينه بالورود وسنابل القمح لتصبح أكثر بهجة». أما ميشيل عماد، فيقول: «بدأت أتعلم التضفير فى سن 12 عامًا، وفى كل عام كنت أتعلم شكلًا جديدًا من أشكال السعف، حتى أصبحت أصمم التاج بأحجام مختلفة، والصليب، وأشكال مبتكرة مثل الجمل والسنبلة، وبعضها يحمل القربان فى داخله». من جانبها قالت أم هانى، إحدى أشهر بائعات السعف بالإسكندرية، إنها تعمل فى هذه الحرفة منذ أكثر من 30 عامًا، بمساعدة زوجها وأولادها. وتقول: «أنا لا أبيع السعف من أجل الربح فقط، بل بدافع الحب للمناسبة فأحد الشعانين مناسبة دينية عظيمة بالنسبة لنا، نعيشها بكل مشاعرنا وإيماننا». وفى مشهد يعكس روح المحبة والوحدة الوطنية التى تميز الشعب المصرى، يحرص كثير من المسلمين على مشاركة إخوانهم الأقباط فرحتهم بعيد السعف، من خلال شراء أشكال السعف من الباعة المنتشرين حول الكنائس، تعبيرًا عن التآخى والمودة التى تجمع أبناء الوطن الواحد.