يقال فى الحكمة الذائعة، «إن الشق وسط حبة القمح يرمز إلى أن النصف لك والنصف الآخر لأخيك»، والعنوان أعلاه يذهب إلى الخيل مباشرة، ولكن المقصود فى هذه السطور، الفلاحين فى الغيطان، معقود فى نواصيهم الخير. بشرة خير، الدكتور «شريف فاروق» وزير التموين والتجارة الداخلية، بمناسبة افتتاح موسم الحصاد فى الفيوم، يزف بشرى طيبة للفلاحين فى بر مصر. سعر توريد الأردب من القمح المحلى هذا العام بقيمة 2200 جنيه، بزيادة 200 جنيه من سعر توريد الموسم الماضى، أتمناه سعر مُشجّع للفلاحين، لا سيما أنه يفوق سعر القمح المستورد، وهذا التقدير من قول الوزير فاروق. وحسنا فعلتها الحكومة، أردب القمح المحلى يستحق التضحية بالغالى، والفلاح المصرى أولى بالسعر العالى، والحاجة ملحة لكل إردب زيادة، وفى ذلك فليتنافس الفلاحون. الحكومة تلتفت للفلاحين، وهذا من حسن تصريف الأمور، حان وقت رعاية مزارعى القمح والمحاصيل الحقلية الرئيسية التى تكلفنا كثيرا بالاستيراد، وكما تحنو الحكومة على المصدرين، تتولى برعايتها الفلاحين المنتجين، لا سيما صغارهم الذين يتمنون حصادا وفيرا يعوض شقى السنين. الرهان على الفلاح المصرى يقينا لا يخيب أبدا، والفلاح الطيب مفطور على العطاء، وكريم معطاء، وأجود من الريح المرسلة وقت الحصاد، ووقت الشدة شديد، وعبر عنه فلاح مصر التاريخى «محمد أبو سويلم» فى فيلم «الأرض» لسان حال الفلاحين «كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة»، وطول عمرهم رجالة، والوقفة المطلوبة وقفة رجالة فى ظهر الدولة المصرية فى ظل أزمة القمح العالمية، قربى لشعب الطيبيين، من أجل رغيف عيش من قمح الأرض الطيبة فى فم طفل من ولاد البلد الطيبة. توريد القمح لوزارة التموين، فرض عين على كل فلاح أصيل، وليس فرض كفاية توريد كامل قمحه للحكومة لنكفيها مؤنة الاستيراد بالدولار، وليس هذا وقت معاندة، أو متاجرة أو مزايدة، سعر التوريد المعلن مبشر، والحاجة ماسة للتوريد الاختيارى دون اللجوء للتوريد الإجبارى. البلد فى شدة، ولا نملك رفاهية عدم توريد المحصول، ما يضطر الحكومة لاستيراد أضعاف الإنتاج بكلفة دولارية ضخمة من لحم الحى. الحكومة تترجى الله فى أردب قمح زيادة، والقمح المحلى ما شاء الله عليه، مبشر دوما، يطرح فيه البركة، وستمتلئ السنابل بحبوب الخير، ببركة رب السموات. كتبت وأكتب مجددا، هذا ليس وقت اختيار، لا نملك رفاهية الأيام الخوالى، وأعلم علم اليقين أن الفلاح المصرى صاحب مروءة، وشهامة، وبذل، ونخوة، ولم يتأخر يوما عن العطاء وبلا حدود، وعرقه مغرق الشاوشى، وحاضر فى غيطه، ودوامه من الشروق للغروب، وثقة فى فالق الحب والنوى، أن يكرمنا بحصاد يكفينا مؤنة الاستيراد، ونأكلها عيش بدقة ولا سؤال اللئيم.