تمنيت لو أن الطائرة التى تقل مجرم الحرب بنيامين نتنياهو فى رحلته للمجر، تعطلت واضطرت للهبوط الاضطرارى بإحدى الدول الأوروبية التى أعلنت أنها ستعتقله وتسلمه للمحكمة الجنائية الدولية إذا نزل بها وهى: أيرلندا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، النرويج، النمسا، سلوفينيا. إلا أنه للحظ العثر ذهب إلى المجر، الدولة التى تحدت 123 دولة أخرى عضو بالمحكمة الجنائية واستقبلته بالسجادة الحمراء لا البدلة الحمراء. وحتى يهرب فيكتور اوربان رئيس وزراء المجر من تنفيذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بضبط وإحضار نتنياهو، قرر الانسحاب من المحكمة فى حين أن المتحدث باسم الجنائية الدولية أكد أن المجر تبقى ملزمة بالتعاون مع المحكمة خاصة أن سريان مفعول الانسحاب، لا يبدأ إلا بعد عام من إيداع وثيقة الانسحاب بالمحكمة.. إلا أنه للأسف لا تتعدى العقوبة المتوقعة على المجر سوى لفت النظر الدبلوماسى بإحالة أوربان إلى الجمعية التى تضم أعضاء المحكمة الجنائية الدولية ثم بعد جهد جهيد إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهناك سيصطدم القرار بالفيتو الأمريكى الأمر الذى يعنى غياب آليات المحاسبة الدولية لمجرمى الحرب ومن يتستر عليهم. ألم يشعر العالم الذى يدعى التحضر بالخزى والعار لمشاهد أشلاء الأطفال المتطايرة فى غزة والكلاب التى تنهش جثامين الشهداء بالشوارع والجثث التى تحللت تحت الأنقاض لعجز الغزيين عن إخراجها. ألم تحس الدنيا بعد بعنف الإبادة الجماعية (أكثر من 50 ألف شهيد) والتطهير العرقى بقطع الحرث والنسل بغزة. ألم يلن قلب أحد ممن يدعون الإنسانية وهم يشاهدون يوميا حرب تجويع وتعطيش وقصف سيارات الإسعاف وقتل المسعفين. ما كل هذا الاستقواء والجبروت الصهيونى الذى يعربد ويثخن العرب بالذبح على خمس جبهات: غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان واليمن، دون رادع. إلى متى يصمت العالم وإلى متى يظل بنيامين نتنياهو طريد العدالة طليقا. بئس حضارة لا تغيث مستجيرا.