تستمر الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن الذين أعلنوا فرض حصار بحري على السفن المتجهة إلى إسرائيل، معلنين أنهم "جبهة إسناد" لغزة وأن استهداف السفن سيتوقف عند وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ودخول المساعدات إلى القطاع.. لكن هل تنجح الضربات الأمريكية في القضاء على قدرات الحوثيين في اليمن ومنع الهجمات؟ اقرأ أيضا: الحوثيون: استهداف مطار بن جوريون بصاروخ باليستي للمرة الثانية استمرار إطلاق الصواريخ طوال الفترة الماضية التي استمرت فيها الضربات الأمريكية على اليمن؛ استمر الحوثيون في فرض حظر على السفن المتجهة من البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي إلى موانئ فلسطينالمحتلة، ونجح الحوثيون في ذلك بحسب ما أعلن "يحيى سريع المتحدث باسم قوات الحوثي"، كما استمر إطلاق الصواريخ الباليستية والفرط صوتية من اليمن تجاه مطار "بن جوريون" في إسرائيل، ونجح اليمنيون في تعطل حركة الملاحة الجوية لساعات في المطار عدة مرات، كما استهدفوا قاعدة نفاتيم الجوية الإسرائيلة، ودفعوا بملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ عدة مرات هربا من الصواريخ مع دوي صفارات الإنذار في تل أبيب. كما حاولت جماعة أنصار الله الحوثي استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" عدة مرات وأجبرتها على الابتعاد عن الشواطئ اليمنية آلاف الكيلو مترات حتى لا تصاب بالصواريخ الحوثية. كما نجح الحوثيون أيضا في إسقاط طائرات مسيرات أمريكية عدة مرات أثناء تحليقها في الأجواء اليمنية. فما أسباب احتمالية الفشل الأمريكي في القضاء على قدرات الحوثي؟ صعوبة التضاريس باليمن توصف اليمن بأنها من أصعب البلدان في التضاريس الجبلية، إذ لم تفلح الحملة العسكرية التي شنتها السعودية والإمارات طوال سنوات في القضاء على قدرات الحوثي بعد سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء وقرابة 45% من أراضي اليمن في عام 2014، ولذا من المستبعد أن تفلح الضربات الأمريكية في القضاء على الحوثيين. كما أن أسلحة الحوثي تشمل منصات صواريخ متنقلة، يصعب العثور عليها وتدميرها عبر تضاريس اليمن الجبلية الوعرة، لإضافة إلى امتلاكهم للتصنيع المحلي للصواريخ والمسيرات ما يعزز ترسانتهم العسكرية التي حصلوا عليها من حليفته إيران. كما أن الأمريكيون اعترفوا بضعف قدراتهم الاستخباراتية وعدم وجود بنك أهداف واضح لديهم حول أماكن مخزونات الأسلحة وأماكن اختفاء القيادات الحوثية في اليمن. تكلفة مالية ضخمة تقترب التكلفة الإجمالية للعملية العسكرية الأميركية ضد الحوثيين في اليمن من مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع، حتى مع أن الهجمات كان لها تأثير محدود في تدمير قدرات الجماعة ، بحسب شبكة CNN. وقالت المصادر للشبكة الأمريكية إن الهجوم العسكري الذي بدأ في 15 مارس استخدم بالفعل مئات الملايين من الدولارات من الذخائر لشن ضربات ضد الجماعة، بما في ذلك صواريخ كروز بعيدة المدى من طراز JASSM، وقنابل JSOW، وهي قنابل انزلاقية موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وصواريخ توماهوك. مكاسب واشنطن تكمن دوافع أمريكية متشعبة تتجاوز البعد العسكري المباشر للضربات على اليمن، فعلى الصعيد السياسي الداخلي، تسعى إدارة ترامب إلى ترسيخ نهج أكثر حزماً تجاه التهديدات الإيرانية ووكلائها في المنطقة، بما يعكس تحولاً جذرياً عن سياسات الإدارات السابقة التي اتُهمت بالتساهل مع طهران ووكلائها الإقليميين. كما تسعى الولاياتالمتحدة إلى استعادة ثقة حلفائها التقليديين في الخليج وإسرائيل، خاصة بعد الانتقادات التي واجهتها واشنطن خلال فترة بايدن بسبب موقفها المتردد من هجمات الحوثيين، كما أن الضربات الأمريكية تهدف إلى إضعاف النفوذ الإيراني في اليمن وإرسال رسائل قوية إلى إيران بشأن برنامجها النووي.